Monday, January 26, 2004
يوم العطلة.الأسبوعية..
أصحو متأخرة عن موعدي اليومي بساعة أو اثنتين ...حسب المزاج والظروف.
إذا كان عندي ضيوف على الغداء ..فسيكون يوما مربكا متوترا مثلي ...حتى يغادرنا الضيوف ويعود البيت هادئا...
وإن لم يوجد ضيوف فسيكون البرنامج كما يلي ...
إعداد الفطور ..بيض مسلوق , وجبنة بيضاء..وزيتون ..وقليل من الخيار والطماطة المقطعات..والشاي الساخن ..والخبز..
ومعظم الأوقات أتناول الفطور لوحدي لأنهم نائمون..وعندي عمل كثير ينتظر الإنجاز ..فلا أزعج أحدا..وأتركهم
للنوم لوقت متأخر ..
وأصعد للطابق العلوي حيث تبدأ موسيقى غسالة الملابس... سواء كهرباء عادية أو أضطر لتشغيل المولدة...
عند إنتهاء غسل الملابس يكون أهل البيت قد استيقظوا بطريقة ما ...قرع جرس الباب الخارجي أو رنين التلفون .. المهم ..انني عندما أنجز نشر الغسيل على السطح العلوي أو منشر داخلي في الطابق العلوي ...يكون قد إنقضى الجزء الأول من النهار....ثم أسرع لتغيير شراشف الأسرة كلها ووجوه المخدات ..وأكنس الغرف بالمكنسة الكهربائية..وأطير مسرعة الى المطبخ لغسل صحون الفطور وعمل الغداء....
والغداء يوم العطلة متأخر عن موعده العادي (في الثانية والنصف ظهرا )...يكون اليوم في الثالثة والنصف أو الرابعة عصرا ...وبعده أقدم فواكه أو شاي ...وأمدد أقدامي لأسحب نفسا قصيرا ..ها هو النهار يقترب من نهايته .. وإن كنت غير متعبه ..أذهب لزيارة واحدة من الجارات ..وإن لم أرغب ..فعندي اختيارات كثيرة غير الخروج من البيت ...على فكرة ..أنا من المخلوقات التي لا تحب الخروج من البيت الا للعمل أو شراء شيء ضروري أو طبيب أو ما شابه ..عندي حب اليقاء في البيت .. وأعتبره إشارة للإستقرار النفسي ..سعادتي هنا في بيتي وإن بحثت عنها خارجا فإن ثمة خطأ ما .. حتى لو كنت متخاصمة مع عزام أو أحد الأولاد ..لا أغير رأيي..فقط ألجأ لغرفة بعيدة ..أقرأ ..أو أطبع , أو حتى ابحلق في سقف الغرفة كالبلهاء..لا يهم لكن الشعور بالوحدة يعطي سعادة عظيمة....أفتقدها في يومي العادي المزدحم ...
عندما كان الأولاد صغارا ..كنت أخرج معهم نهاية نهار العطلة بعد انهاء حمامهم وغدائهم وواجباتهم المدرسية... لزيارة حديقة طيور أو مدينة ملاهي صغيرة ....الحياة كانت متعبة أكثر وهم صغار ...لكنهم كانوا مخلوقات سهل التعامل معها...يقولون حاضر ماما حبيبتي , معظم الوقت .أما الآن ...فهم مخلوقات متعبة , ولا يمكن أن يستوعبوا نصيحة..وينزعجون ويعتبرونها تدخلا في شؤونهم ..1
وأحيانا أتمنى لو يعودوا صغارا كما كانوا ...لكنها أمنيات تجعلني أبتسم وأضحك من نفسي ..
الذي يمضي من عمرنا لا يعود....
******
وأظن الأمهات الجالسات في البيوت ..يتمنين مجيء يوم العطلة للخروج من البيت في نزهة أو زيارة لصديقات أو قريبات..حيث يشعرن بالضجر من البيت كأنهن محبوسات فيه طوال الأسبوع ...
أتذكر ..حين كنت أعيش في السعودية ولا أقدر أن أعمل...هناك ممنوع عمل المرأة سوى معلمة أو ممرضة أو طبيبة....وما أفعل يشهادة الهند سة المدنية ؟ ثم وجدت مكتبا لمهندس معماري سعودي صديق لعزام ..فاتفق معه أن أعمل تصاميم مدنية للمباني التي يأخذها المكتب..وأنجز العمل في البيت ..وكانت تجربة مملة مهنيا ,مفيدة ماديا ...
لم يكن عندي زميلة أو زميل أتناقش معهم لفكرة العمل والتصميم ..فكنت أفكر لوحدي وأجتهد لوحدي ..وهذه عملية مزعجة و لا متعة ولا مزيد من الخبرة فيها ...
وكانت أيامي تمضي مملة متشابهة ..لا أحس بها وأنا محبوسة في الشقة ..ويخرج عزام للعمل ومعه يوصل رائد للمدرسة..ثم يعودون في الظهر ..ونتغدى سوية ..وبعد الظهر..يعود عزام للعمل ونبقى في البيت أنا ورائد وخالد ,الذي لم يدخل المدرسة بعد ... أقضي فترة بعد الظهر بمساعدة رائد بواجباته المدرسية واللعب مع خالد ثم مشاركتهم بمشاهدة الرسوم المتحركة..! لا أقدر أن أخرج من المنزل فهناك المرأة شيء تتم تغطيته وتخبأته ..ولا أقدر أن أخرج إلا برفقة عزام مساء مع الأطفال ..لشراء حاجيات للبيت من السوبرماركت..ثم نعود للبيت سعداء كأننا كنا في ديزني لاند ! وطبعا أضع على وجهي غطاء سميك وأكاد لا أرى شيئا..وإن حاولت رفعه وجدت من يوبخني بقسوة ,وهو شيخ كبير ومعه عصاة طويلة يضرب بها الخاطئين المتجاوزين الحدود...
المرأة في تلك البلاد تحس أنها شيء مخجل لا يجوز الظهور به ! ... كانت سنوات قاسية...
يوم الإجازة هناك نقضيه في البر ,وهومصطلح يعني النزهة خارج المدينة ..حيث الطرق الخارجية ممتازة ..وأماكن التنزه جميلة , وكل ذلك قامت بتنفيذه شركات أجنبية ..ويلعب الصغار بالدراجات الهوائية ..والعاب أخرى يحضرونها معهم من منازلهم...ويقضون برفقة أهلهم أوقاتا سعيدة...
ثم نعود للمنزل حيث الإستحمام ثم العشاء ثم النوم ...غدا مدرسة ... كنت ملتزمة بتطبيق النظام حتى يهدأ البيت ويتعلم الصغار إحترام التعليمات ..وكل شيء له وقت محدد ...
الساعة الآن العاشرة مساء ... بعد نهاية العشاء وتقديم الخدمات التي لا تنتهي...أحس بنفسي متعبة ..ودائما بعد يوم العطلة ..أذهب للعمل صباحا وأنا منهكة ..والمفروض إنه بداية الأسبوع وأستقبله بمرح ونشاط ....
لكني أواسي نفسي ..وأقول غدا سنموت وسنرتاح إلى الأبد...فأجدها ساكتة ..بلا جواب. . ولا أعرف , أهذا صمت من الرعب , أم من الرضى عن تلك الفكرة المدهشة !
******
أصحو متأخرة عن موعدي اليومي بساعة أو اثنتين ...حسب المزاج والظروف.
إذا كان عندي ضيوف على الغداء ..فسيكون يوما مربكا متوترا مثلي ...حتى يغادرنا الضيوف ويعود البيت هادئا...
وإن لم يوجد ضيوف فسيكون البرنامج كما يلي ...
إعداد الفطور ..بيض مسلوق , وجبنة بيضاء..وزيتون ..وقليل من الخيار والطماطة المقطعات..والشاي الساخن ..والخبز..
ومعظم الأوقات أتناول الفطور لوحدي لأنهم نائمون..وعندي عمل كثير ينتظر الإنجاز ..فلا أزعج أحدا..وأتركهم
للنوم لوقت متأخر ..
وأصعد للطابق العلوي حيث تبدأ موسيقى غسالة الملابس... سواء كهرباء عادية أو أضطر لتشغيل المولدة...
عند إنتهاء غسل الملابس يكون أهل البيت قد استيقظوا بطريقة ما ...قرع جرس الباب الخارجي أو رنين التلفون .. المهم ..انني عندما أنجز نشر الغسيل على السطح العلوي أو منشر داخلي في الطابق العلوي ...يكون قد إنقضى الجزء الأول من النهار....ثم أسرع لتغيير شراشف الأسرة كلها ووجوه المخدات ..وأكنس الغرف بالمكنسة الكهربائية..وأطير مسرعة الى المطبخ لغسل صحون الفطور وعمل الغداء....
والغداء يوم العطلة متأخر عن موعده العادي (في الثانية والنصف ظهرا )...يكون اليوم في الثالثة والنصف أو الرابعة عصرا ...وبعده أقدم فواكه أو شاي ...وأمدد أقدامي لأسحب نفسا قصيرا ..ها هو النهار يقترب من نهايته .. وإن كنت غير متعبه ..أذهب لزيارة واحدة من الجارات ..وإن لم أرغب ..فعندي اختيارات كثيرة غير الخروج من البيت ...على فكرة ..أنا من المخلوقات التي لا تحب الخروج من البيت الا للعمل أو شراء شيء ضروري أو طبيب أو ما شابه ..عندي حب اليقاء في البيت .. وأعتبره إشارة للإستقرار النفسي ..سعادتي هنا في بيتي وإن بحثت عنها خارجا فإن ثمة خطأ ما .. حتى لو كنت متخاصمة مع عزام أو أحد الأولاد ..لا أغير رأيي..فقط ألجأ لغرفة بعيدة ..أقرأ ..أو أطبع , أو حتى ابحلق في سقف الغرفة كالبلهاء..لا يهم لكن الشعور بالوحدة يعطي سعادة عظيمة....أفتقدها في يومي العادي المزدحم ...
عندما كان الأولاد صغارا ..كنت أخرج معهم نهاية نهار العطلة بعد انهاء حمامهم وغدائهم وواجباتهم المدرسية... لزيارة حديقة طيور أو مدينة ملاهي صغيرة ....الحياة كانت متعبة أكثر وهم صغار ...لكنهم كانوا مخلوقات سهل التعامل معها...يقولون حاضر ماما حبيبتي , معظم الوقت .أما الآن ...فهم مخلوقات متعبة , ولا يمكن أن يستوعبوا نصيحة..وينزعجون ويعتبرونها تدخلا في شؤونهم ..1
وأحيانا أتمنى لو يعودوا صغارا كما كانوا ...لكنها أمنيات تجعلني أبتسم وأضحك من نفسي ..
الذي يمضي من عمرنا لا يعود....
******
وأظن الأمهات الجالسات في البيوت ..يتمنين مجيء يوم العطلة للخروج من البيت في نزهة أو زيارة لصديقات أو قريبات..حيث يشعرن بالضجر من البيت كأنهن محبوسات فيه طوال الأسبوع ...
أتذكر ..حين كنت أعيش في السعودية ولا أقدر أن أعمل...هناك ممنوع عمل المرأة سوى معلمة أو ممرضة أو طبيبة....وما أفعل يشهادة الهند سة المدنية ؟ ثم وجدت مكتبا لمهندس معماري سعودي صديق لعزام ..فاتفق معه أن أعمل تصاميم مدنية للمباني التي يأخذها المكتب..وأنجز العمل في البيت ..وكانت تجربة مملة مهنيا ,مفيدة ماديا ...
لم يكن عندي زميلة أو زميل أتناقش معهم لفكرة العمل والتصميم ..فكنت أفكر لوحدي وأجتهد لوحدي ..وهذه عملية مزعجة و لا متعة ولا مزيد من الخبرة فيها ...
وكانت أيامي تمضي مملة متشابهة ..لا أحس بها وأنا محبوسة في الشقة ..ويخرج عزام للعمل ومعه يوصل رائد للمدرسة..ثم يعودون في الظهر ..ونتغدى سوية ..وبعد الظهر..يعود عزام للعمل ونبقى في البيت أنا ورائد وخالد ,الذي لم يدخل المدرسة بعد ... أقضي فترة بعد الظهر بمساعدة رائد بواجباته المدرسية واللعب مع خالد ثم مشاركتهم بمشاهدة الرسوم المتحركة..! لا أقدر أن أخرج من المنزل فهناك المرأة شيء تتم تغطيته وتخبأته ..ولا أقدر أن أخرج إلا برفقة عزام مساء مع الأطفال ..لشراء حاجيات للبيت من السوبرماركت..ثم نعود للبيت سعداء كأننا كنا في ديزني لاند ! وطبعا أضع على وجهي غطاء سميك وأكاد لا أرى شيئا..وإن حاولت رفعه وجدت من يوبخني بقسوة ,وهو شيخ كبير ومعه عصاة طويلة يضرب بها الخاطئين المتجاوزين الحدود...
المرأة في تلك البلاد تحس أنها شيء مخجل لا يجوز الظهور به ! ... كانت سنوات قاسية...
يوم الإجازة هناك نقضيه في البر ,وهومصطلح يعني النزهة خارج المدينة ..حيث الطرق الخارجية ممتازة ..وأماكن التنزه جميلة , وكل ذلك قامت بتنفيذه شركات أجنبية ..ويلعب الصغار بالدراجات الهوائية ..والعاب أخرى يحضرونها معهم من منازلهم...ويقضون برفقة أهلهم أوقاتا سعيدة...
ثم نعود للمنزل حيث الإستحمام ثم العشاء ثم النوم ...غدا مدرسة ... كنت ملتزمة بتطبيق النظام حتى يهدأ البيت ويتعلم الصغار إحترام التعليمات ..وكل شيء له وقت محدد ...
الساعة الآن العاشرة مساء ... بعد نهاية العشاء وتقديم الخدمات التي لا تنتهي...أحس بنفسي متعبة ..ودائما بعد يوم العطلة ..أذهب للعمل صباحا وأنا منهكة ..والمفروض إنه بداية الأسبوع وأستقبله بمرح ونشاط ....
لكني أواسي نفسي ..وأقول غدا سنموت وسنرتاح إلى الأبد...فأجدها ساكتة ..بلا جواب. . ولا أعرف , أهذا صمت من الرعب , أم من الرضى عن تلك الفكرة المدهشة !
******