Thursday, January 08, 2004
الأحد 28/12/003
الساعة الثامنة صباحا. الجو في الخارج ممطر وضباب كثيف .
استلمت بالامس عدة رسائل بالبريد الالكتروني . وقد سعدت جدا بها سواء التي كانت تشجعني أوالتي تنتقد وأنا أشكر اهتمامهم بنا وبمعاناتنا فهذا يهون علينا الالم حين تفكروا بنا وتتعاطفوا .فالعالم حقا صار قرية صغيرة وثمة لغة حوار مشتركة دائما موجودة ما دمنا لا نفكر بأنانية .شكرا لكم ,...
أعود اليوم الى قصة الغبي الذي جاء يبيع موا د مسروقة فطردته وغضبت منه . الحقيقة ان هذا النموذج لم يكن موجودا بهذه الوقاحة قبل الحرب .لكن أظن ان الجيش الامريكي أدخل هذه المفاهيم دون قصد الى قاموس الناس وخصوصا الفئة الجاهلة. فعملية كسر أبواب القصور من قبل قوات الاحتلال ودعوة الناس للدخول أيقظت الوجه القبيح فيهم وشجعتهم على اقتراف حماقات وهم يضحكون .
أنا أعرف عائلات كثيرة فقيرة ومحتاجة ومحرومة لكنها لم تفعل . لانها وجدت فيه عارا تظل تحمله طوال حياتها وأعرف عوائل أخرى لم تكن محتاجة ولم يظلمهم صدام بل كانوا مستفيدين ,لكنهم تسابقوا من أجل النهب وضحكوا كثيرا ,....ربما وجدوها لعبة مسلية !
المثل يقول الناس على دين ملوكهم .... والقائد هو القدوة . وحين سقط النظام جاء الجيش الامريكي وأصبح هو القائد والقدوة . فأباح لاولئك الاغبياء النهب والسلب ولم يكن يدري ان الموضوع سوف يتطور ويخرج عن السيطرة وأن هؤلاء حين انتهوا من سلب اموال الدولة المنهارة , بدأوا بسلب مواطنيهم وكأنهم في حالة شراهة لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن ايقافها .
والان في أزمة الوقود توزع القوات الامريكية منشورات تحث الناس على الالتزام ببيع وشراء المحروقات في محطات الوقود فقط وعدم البيع كسوق سوداء وتوجد عقوبات شديدة للمخالفين , لكن لا أحد يستجيب أو يخاف لماذا؟ لانك حين دخلت لاول مرة وسمحت بشرعية السلب والنهب فمن الصعب الان ان يستمعوا لك وأنت تقوم بدور العاقل الذي يسدي النصائح الثمينة !
لو قامت قوة عراقية بتغيير النظام لما حدث هذا . لانهم كانوا سيحافظون على كل شيء ليس حبا في صدام لكن لانهم يدركون ان هذا وطنهم وانهم حريصون عليه وانه أمانة لا يمكن العبث بها بطريقة مستهترة كالتي حصلت . ولكان حثوا الناس على جمع صفوفهم والتوحد لانهم في مأزق ولن يقدروا على تخطي المأزق الا اذا تصرفوا بنضوج وعقلانية...
وطبعا يوجد طرف آخر شارك بتشجيع هذه الحماقات وهي الاحزاب المعارضة التي جاءت من الخارج راكبة على الدبابة الامريكية .
وكذلك فعل الاخوة الاكراد في الشمال المسمى كردستان حيث تمتليء الان بسيارات الدولة السابقة المسروقة من المخازن أو التي تم تسليبها من سائقيها عنوة أو بقتله...
أما السيارات المدنية التي قتل أصحابها في بغداد أو غيرها من المدن وتم تهريبها وبيعها في منطقة الشمال فهي تعرض في ساحات للبيع ...مزاد علني , وربما ترفرف حولها روح صاحبها الضحية . أتساءل فقط من أجل ماذا يفعل الناس كل هذه الشرور ؟ لا تقولوا من أجل لقمة العيش اليومية , فهذه تتدبر بسهولة دونما حاجة لسفك دماء.
والاكراد في الشمال يبكون ويشكون ان صدام قد ظلمهم وقتل منهم الكثير , فلماذا تسمحون بالظلم والقتل ؟
اذا كنت انتقد عدوي بأنه ظالم ويرتكب الحماقات فكيف لي أن اتصرف مثله حين أجلس محله ,بماذا أنا أرقى منه ؟؟؟؟
ومسألة ثانية وهي اباحة قتل البعثيين السابقين بلا سؤال ولا عتاب من أحد ,...
وهو تطبيق لبرنامج اجتثاث البعث ,.....
أكثر من نصف العراقيين كانوا بعثيين ,اذن كم بعثي سيأتيه الدور واسمه على اللائحة ؟
وكم من بعثي قتل لحد الان أمام زوجته وأطفاله ؟
ومتى سيتوقف هذا المسلسل اللاانساني والذي يقترفه البشر الحمقى ضد بعضهم اليعض ؟
وفي النهاية الجميع خاسرون !
******
الساعة الثامنة صباحا. الجو في الخارج ممطر وضباب كثيف .
استلمت بالامس عدة رسائل بالبريد الالكتروني . وقد سعدت جدا بها سواء التي كانت تشجعني أوالتي تنتقد وأنا أشكر اهتمامهم بنا وبمعاناتنا فهذا يهون علينا الالم حين تفكروا بنا وتتعاطفوا .فالعالم حقا صار قرية صغيرة وثمة لغة حوار مشتركة دائما موجودة ما دمنا لا نفكر بأنانية .شكرا لكم ,...
أعود اليوم الى قصة الغبي الذي جاء يبيع موا د مسروقة فطردته وغضبت منه . الحقيقة ان هذا النموذج لم يكن موجودا بهذه الوقاحة قبل الحرب .لكن أظن ان الجيش الامريكي أدخل هذه المفاهيم دون قصد الى قاموس الناس وخصوصا الفئة الجاهلة. فعملية كسر أبواب القصور من قبل قوات الاحتلال ودعوة الناس للدخول أيقظت الوجه القبيح فيهم وشجعتهم على اقتراف حماقات وهم يضحكون .
أنا أعرف عائلات كثيرة فقيرة ومحتاجة ومحرومة لكنها لم تفعل . لانها وجدت فيه عارا تظل تحمله طوال حياتها وأعرف عوائل أخرى لم تكن محتاجة ولم يظلمهم صدام بل كانوا مستفيدين ,لكنهم تسابقوا من أجل النهب وضحكوا كثيرا ,....ربما وجدوها لعبة مسلية !
المثل يقول الناس على دين ملوكهم .... والقائد هو القدوة . وحين سقط النظام جاء الجيش الامريكي وأصبح هو القائد والقدوة . فأباح لاولئك الاغبياء النهب والسلب ولم يكن يدري ان الموضوع سوف يتطور ويخرج عن السيطرة وأن هؤلاء حين انتهوا من سلب اموال الدولة المنهارة , بدأوا بسلب مواطنيهم وكأنهم في حالة شراهة لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن ايقافها .
والان في أزمة الوقود توزع القوات الامريكية منشورات تحث الناس على الالتزام ببيع وشراء المحروقات في محطات الوقود فقط وعدم البيع كسوق سوداء وتوجد عقوبات شديدة للمخالفين , لكن لا أحد يستجيب أو يخاف لماذا؟ لانك حين دخلت لاول مرة وسمحت بشرعية السلب والنهب فمن الصعب الان ان يستمعوا لك وأنت تقوم بدور العاقل الذي يسدي النصائح الثمينة !
لو قامت قوة عراقية بتغيير النظام لما حدث هذا . لانهم كانوا سيحافظون على كل شيء ليس حبا في صدام لكن لانهم يدركون ان هذا وطنهم وانهم حريصون عليه وانه أمانة لا يمكن العبث بها بطريقة مستهترة كالتي حصلت . ولكان حثوا الناس على جمع صفوفهم والتوحد لانهم في مأزق ولن يقدروا على تخطي المأزق الا اذا تصرفوا بنضوج وعقلانية...
وطبعا يوجد طرف آخر شارك بتشجيع هذه الحماقات وهي الاحزاب المعارضة التي جاءت من الخارج راكبة على الدبابة الامريكية .
وكذلك فعل الاخوة الاكراد في الشمال المسمى كردستان حيث تمتليء الان بسيارات الدولة السابقة المسروقة من المخازن أو التي تم تسليبها من سائقيها عنوة أو بقتله...
أما السيارات المدنية التي قتل أصحابها في بغداد أو غيرها من المدن وتم تهريبها وبيعها في منطقة الشمال فهي تعرض في ساحات للبيع ...مزاد علني , وربما ترفرف حولها روح صاحبها الضحية . أتساءل فقط من أجل ماذا يفعل الناس كل هذه الشرور ؟ لا تقولوا من أجل لقمة العيش اليومية , فهذه تتدبر بسهولة دونما حاجة لسفك دماء.
والاكراد في الشمال يبكون ويشكون ان صدام قد ظلمهم وقتل منهم الكثير , فلماذا تسمحون بالظلم والقتل ؟
اذا كنت انتقد عدوي بأنه ظالم ويرتكب الحماقات فكيف لي أن اتصرف مثله حين أجلس محله ,بماذا أنا أرقى منه ؟؟؟؟
ومسألة ثانية وهي اباحة قتل البعثيين السابقين بلا سؤال ولا عتاب من أحد ,...
وهو تطبيق لبرنامج اجتثاث البعث ,.....
أكثر من نصف العراقيين كانوا بعثيين ,اذن كم بعثي سيأتيه الدور واسمه على اللائحة ؟
وكم من بعثي قتل لحد الان أمام زوجته وأطفاله ؟
ومتى سيتوقف هذا المسلسل اللاانساني والذي يقترفه البشر الحمقى ضد بعضهم اليعض ؟
وفي النهاية الجميع خاسرون !
******