Thursday, January 01, 2004
الجمعة 26/12/003
زرت الجيران.قالت انها تريد أن تهاجر وتبيع البيت.أولادها جميعهم في الخارج والحياة هنا صعبة.ولا أمل بتحسن قريب .معها حق .
تمنيت أن أفكر مثلها لكان انحلت مشاكلي النفسية!
لكني متعلقة بهذه الارض رغم كل السيئات والمصائب ,أحبها ولا أرضى عنها بديلا ...
عندنا شقة في عمان .وقبل الحرب اقترح زوجي أن نبقى فيها أنا والاولاد لحين انتهاء الحرب ,وكنا وقتها في اجازة.لكني طار عقلي ورفضت الفكرة تماما وعدت الى بغداد مسرعة خوف أن تنشب الحرب وأنا خارج العراق .انها مسألة مبدأ !
كثير من الناس سخروا مني وحتى أخواتي أعتبروني رومانسية حمقاء ,ولكني تمسكت بوجهة نظري ولم أندم . قلت لهم لم أحضر أي حرب من اللواتي مرت بكم ,عندي شعور بالذنب ! وظني ان هذه الحرب ستكون الاخيرة ,وكيلا تكون في نفسي حسرة ,وأشارك أهلي وجيراني وأصدقائي متعة مشاهدة الحرب عن قرب ,فقد قررت البقاء ولن أخرج من بغداد مهما كان السبب . ثم ما طعم الحياة ان متم انتم وبقيت على قيد الحياة ؟ماذا سأفعل ؟؟ستكون سخيفة مملة.
الذي يحضر الحرب معنوياته أقوى من الذي يعيش في الخارج ويسمع الاخبار فتتحطم نفسيته من الخوف والقلق على أهله. فقد جربت هذا الشعور في حرب العراق مع الكويت.وكنت أعيش في عمان . وكنت أبكي كل يوم ولا أقدر أن أعمل شيئا سوى التفكير والحزن على أهلي وأحبائي في العراق .
أما حضور الحرب مع الجميع فهو رحمة حيث يواسي أحدنا الاخر ونضحك على ما يحدث ونتأمل أن نعيش لنحكي للاخرين ما حدث.
كانت الايام الاولى من هذه الحرب خفيفة على الناس حيث استهدفت المواقع الرئاسية والجيش.ثم بدأالطيران يقترب لقصف أهداف بين البيوت وهنا بدأت الكوارث ,حيث صارت الايام والليالي مرعبة حقا. فمن الخوف ما عدنا نعرف كيف ننام. أول يوم أخذت حبة فاليوم ونمت كالاموات لم أسمع شيئا ,لكن بمرور الوقت لا حبة الفاليوم تفيد ولا القصف تخف حدته . ويرتج البيت كله وتتكسر النوافذ أحيانا فنضع بدلا من الزجاج الواحا من الخشب .
ونصحو في الصباح بوجوه شاحبه ورؤوس متصدعة من الالم والتوتر. بعض العوائل تركت بيوتها الى مناطق خارج بغداد حيث حدة القصف أقل . لكنهم ظلوا في قلق على بيوتهم من سطو أو قصف .
حتى جاء يوم دخلت القوات الامريكية مطار بغداد.وكان يوم الجحيم بالنسبة لمعظم سكان العاصمة,حيث تركنا بيوتنا الى بيوت الاقارب البعيدين عن منطقة المطار .
ما زلت أتذكر وأتساءل على ماذا كان يراهن صدام حسين حين ألقى بنا متبرعا الى ذالك الجحيم .ولم يكن يشعر بحالنا أحد ونحن بين مطحنة الجيش الامريكي وصراخ المحطات الفضائية وهي تنقل حيا على الهواء قصف بغداد ودمارها يوما بيوم ....
والامريكان مقتنعون بفكرة انهم لا يؤذون الاهالي ! الله وحده يعلم كيف مرت علينا تلك الايام.ونسمع عن حالات قصف استهدفت مكانا ربما كان فيه أحد من القيادة فذهب ضحايا أبرياء عندما طلعت"ربما" غير صحيحة !
وهذا حدث تماما عند ضربة مطعم الساعة في المنصور حوالي الساعة الثالثة ظهرا حيث الشارع يمتليء بالناس والدنيا نهار والناس يمشون مطمئنين أن لا قصف في النهار.
فاهتزت البنايات من قوة القصف وتكسرت النوافذ وتهدمت بيوت على عوائل بأكملها.
كانت أياما قاسية سوداء لا نعرف من يتحمل مسؤوليتها ,فكل طرف من المتحاربين كان يلقي المسؤولية على الاخر ,ولم يدفع الثمن أحد سوانا,...... وما زلنا .
ولا أقدر أن أقف كالحمقاء وأنسى كل ما رأيناه وأصفق ببلاهة لجيش الاحتلال .آسفة المشهد مؤلم والذين على خشبة المسرح متعبين ,......
زرت الجيران.قالت انها تريد أن تهاجر وتبيع البيت.أولادها جميعهم في الخارج والحياة هنا صعبة.ولا أمل بتحسن قريب .معها حق .
تمنيت أن أفكر مثلها لكان انحلت مشاكلي النفسية!
لكني متعلقة بهذه الارض رغم كل السيئات والمصائب ,أحبها ولا أرضى عنها بديلا ...
عندنا شقة في عمان .وقبل الحرب اقترح زوجي أن نبقى فيها أنا والاولاد لحين انتهاء الحرب ,وكنا وقتها في اجازة.لكني طار عقلي ورفضت الفكرة تماما وعدت الى بغداد مسرعة خوف أن تنشب الحرب وأنا خارج العراق .انها مسألة مبدأ !
كثير من الناس سخروا مني وحتى أخواتي أعتبروني رومانسية حمقاء ,ولكني تمسكت بوجهة نظري ولم أندم . قلت لهم لم أحضر أي حرب من اللواتي مرت بكم ,عندي شعور بالذنب ! وظني ان هذه الحرب ستكون الاخيرة ,وكيلا تكون في نفسي حسرة ,وأشارك أهلي وجيراني وأصدقائي متعة مشاهدة الحرب عن قرب ,فقد قررت البقاء ولن أخرج من بغداد مهما كان السبب . ثم ما طعم الحياة ان متم انتم وبقيت على قيد الحياة ؟ماذا سأفعل ؟؟ستكون سخيفة مملة.
الذي يحضر الحرب معنوياته أقوى من الذي يعيش في الخارج ويسمع الاخبار فتتحطم نفسيته من الخوف والقلق على أهله. فقد جربت هذا الشعور في حرب العراق مع الكويت.وكنت أعيش في عمان . وكنت أبكي كل يوم ولا أقدر أن أعمل شيئا سوى التفكير والحزن على أهلي وأحبائي في العراق .
أما حضور الحرب مع الجميع فهو رحمة حيث يواسي أحدنا الاخر ونضحك على ما يحدث ونتأمل أن نعيش لنحكي للاخرين ما حدث.
كانت الايام الاولى من هذه الحرب خفيفة على الناس حيث استهدفت المواقع الرئاسية والجيش.ثم بدأالطيران يقترب لقصف أهداف بين البيوت وهنا بدأت الكوارث ,حيث صارت الايام والليالي مرعبة حقا. فمن الخوف ما عدنا نعرف كيف ننام. أول يوم أخذت حبة فاليوم ونمت كالاموات لم أسمع شيئا ,لكن بمرور الوقت لا حبة الفاليوم تفيد ولا القصف تخف حدته . ويرتج البيت كله وتتكسر النوافذ أحيانا فنضع بدلا من الزجاج الواحا من الخشب .
ونصحو في الصباح بوجوه شاحبه ورؤوس متصدعة من الالم والتوتر. بعض العوائل تركت بيوتها الى مناطق خارج بغداد حيث حدة القصف أقل . لكنهم ظلوا في قلق على بيوتهم من سطو أو قصف .
حتى جاء يوم دخلت القوات الامريكية مطار بغداد.وكان يوم الجحيم بالنسبة لمعظم سكان العاصمة,حيث تركنا بيوتنا الى بيوت الاقارب البعيدين عن منطقة المطار .
ما زلت أتذكر وأتساءل على ماذا كان يراهن صدام حسين حين ألقى بنا متبرعا الى ذالك الجحيم .ولم يكن يشعر بحالنا أحد ونحن بين مطحنة الجيش الامريكي وصراخ المحطات الفضائية وهي تنقل حيا على الهواء قصف بغداد ودمارها يوما بيوم ....
والامريكان مقتنعون بفكرة انهم لا يؤذون الاهالي ! الله وحده يعلم كيف مرت علينا تلك الايام.ونسمع عن حالات قصف استهدفت مكانا ربما كان فيه أحد من القيادة فذهب ضحايا أبرياء عندما طلعت"ربما" غير صحيحة !
وهذا حدث تماما عند ضربة مطعم الساعة في المنصور حوالي الساعة الثالثة ظهرا حيث الشارع يمتليء بالناس والدنيا نهار والناس يمشون مطمئنين أن لا قصف في النهار.
فاهتزت البنايات من قوة القصف وتكسرت النوافذ وتهدمت بيوت على عوائل بأكملها.
كانت أياما قاسية سوداء لا نعرف من يتحمل مسؤوليتها ,فكل طرف من المتحاربين كان يلقي المسؤولية على الاخر ,ولم يدفع الثمن أحد سوانا,...... وما زلنا .
ولا أقدر أن أقف كالحمقاء وأنسى كل ما رأيناه وأصفق ببلاهة لجيش الاحتلال .آسفة المشهد مؤلم والذين على خشبة المسرح متعبين ,......