Monday, January 19, 2004
الأحد 18/1
صباح الخير ... صباح الإنفجارات ...في بغداد ..أين الخير ؟
هذه الإنفجارات الغامضة التي لا معنى لها سوى خسائر بشرية وألم ..لا أدري أي أحمق يجدها مفيدة وينفذها..وماذا قالوا له ليقنعوه بجدواها ...لست أفهم .ربما ثمة لغة أخرى في العالم مفرداتها قتل ودماء وضحايا أبرياء ...لست أفهمها ...هل أنا غبية ؟ وماذا يستفيدون ؟؟ وماذا يستفيد الشعب المسكين من هذه الفوضى ؟؟؟
******
البريد الذي يصلني عبر الأنترنت , مدهش ...
من أماكن مختلفة من العالم.. من الهند وايطاليا وفرنسا وهولندا والنرويج وولايات مختلفة مثل نيويورك وبوستن وكاليفورنيا و متشغان وكثيرة أخرى اعذروني الذاكرة مزدحمة.. تصلني رسائل كلها مودة وتفهم لإحوالنا ..حتى المقالة عن حياتنا اليومية ..قالوا عنها تشبه حياتهم العائلية..وذكرياتهم تشبه ذكرياتي ...
وكم أسعدتني هذه الرسائل !!!
جعلتني أضحك من الفرح بينما تغرق عيوني بالدموع ...
كنت أظن أن بيننا مئات السنين حتى نلتقي ويفهم بعضنا مفردات الآخر ...ووجدت اننا جميعا بشر بسطاء نتفق أكثر مما نختلف , رغم بعد المسافات واختلاف المناشيء والأديان ...
وتساءلت ..لماذا إذن الحكومات لا تشبهنا كأنها مخلوقات فضائية جاءت من أماكن بعيدة ...حيث لا مشاعر حنونة ولا تقدير للآخر وماضيه وحاضره ؟؟؟
لا أعرف الجواب أبدااااا
*****
نعود لبغداد ...سأعطيكم الحالة اليومية التي ما زلنا نعيشها ...
الكهرباء تحسنت وربما حين أبعث المقالة غدا أو بعد غد تكون قد ساءت مرة أخرى لا أحد يعلم !
محطات البنزين خفت من أمامها الطوابير ..حتى إشعار آخر ..
الدولار بدأيتحسن بعد إنكشاف فضيحة الطائرة المحملة بعشرين مليار دينار عراقي جديد في مطار بيروت ..على فكرة من سيحقق في هذه الفضيحة ويعاقب الأشرار؟
في الماضي , اقصد أيام صدام , كان الإعلام الغربي متخصص بنشر فضائح صدام , حسنا , واليوم ..من سيهتم بنا ؟؟ ولمن نشتكي ؟؟...سوى رب العالمين ...
ورواتب المتقاعدين مؤجلة ورواتب الجيش السابق كذلك ..وتعيينات في الدولة لا يوجد ...ومشاريع شركات أجنبية لا يوجد ...
ماذا يوجد ؟
توجد تفجيرات ... ومداهمات للبيوت ..واعتقالات خوفا من مشاغبين عندهم أسلحة وذخائر ..
أريد أن أتوقف قليلا عند نقطة المداهمات للبيوت . هذه تتم عادة في الليل , وبتبليغ من مواطن عراقي للقوات الأمريكية عن جاره أو قريبه أو أي شخص لا يعنيه أمره ...ثم يدفعون له فلوسا ..يعني ثمن هذا العمل الصالح ...
وقبل يومين ..سمعت قصة بالتفصيل الممل عن مداهمة ليلية لأحد البيوت , الزوجة تحكي ... فجروا الباب الرئيسي الخشبي الصنع بقنبلة صغيرة تفي بالغرض .. واختبأت هي وإبنها تحت الدرج وذهبوا للمطبخ حيث يوجد زوجها وقيدوه ووضعوا كيسا حول رأسه وأخذوه معهم حوالي منتصف الليل ...
بعد خمسة أيام من الرعب والإنتظار أطلقوا سراحه وأنزلوه في شارع قريب لبيته في الليل أيضا ... حيث عادبلهفة وصمت ورعب الى أهله .. بعد أن أزاح الكيس عن رأسه
حققوا معه وسألوه عن إسمه وعمله وأشياء عادية أخرى ..ثم أطلقوا سراحه ..
زوجته تبكي وتقول سنسافر لن أبقى هنا أبدا ..
وأنا أتساءل ..من يدافع عنا حين نشتكي ؟ ومن يصدقنا ؟
ومن يحفظ حقوقنا وكرامتنا ..ونحن تحت إحتلال دولة تتباهى بأنها دولة الحرية .!
ألا يمكن طرق الأبواب في النهار والسؤال بطريقة أقل عدوانية وأذى للنفوس من هذه ؟ دون تحطيم الأبواب ووضع أكياس على الرؤوس , ما زال اصحابها يحتفظون بها ليثبتوا لأنفسهم ولنا إن هذا لم يكن كابوسا ... بل حقيقة .
ويا لها من حقيقة ....
*******
صباح الخير ... صباح الإنفجارات ...في بغداد ..أين الخير ؟
هذه الإنفجارات الغامضة التي لا معنى لها سوى خسائر بشرية وألم ..لا أدري أي أحمق يجدها مفيدة وينفذها..وماذا قالوا له ليقنعوه بجدواها ...لست أفهم .ربما ثمة لغة أخرى في العالم مفرداتها قتل ودماء وضحايا أبرياء ...لست أفهمها ...هل أنا غبية ؟ وماذا يستفيدون ؟؟ وماذا يستفيد الشعب المسكين من هذه الفوضى ؟؟؟
******
البريد الذي يصلني عبر الأنترنت , مدهش ...
من أماكن مختلفة من العالم.. من الهند وايطاليا وفرنسا وهولندا والنرويج وولايات مختلفة مثل نيويورك وبوستن وكاليفورنيا و متشغان وكثيرة أخرى اعذروني الذاكرة مزدحمة.. تصلني رسائل كلها مودة وتفهم لإحوالنا ..حتى المقالة عن حياتنا اليومية ..قالوا عنها تشبه حياتهم العائلية..وذكرياتهم تشبه ذكرياتي ...
وكم أسعدتني هذه الرسائل !!!
جعلتني أضحك من الفرح بينما تغرق عيوني بالدموع ...
كنت أظن أن بيننا مئات السنين حتى نلتقي ويفهم بعضنا مفردات الآخر ...ووجدت اننا جميعا بشر بسطاء نتفق أكثر مما نختلف , رغم بعد المسافات واختلاف المناشيء والأديان ...
وتساءلت ..لماذا إذن الحكومات لا تشبهنا كأنها مخلوقات فضائية جاءت من أماكن بعيدة ...حيث لا مشاعر حنونة ولا تقدير للآخر وماضيه وحاضره ؟؟؟
لا أعرف الجواب أبدااااا
*****
نعود لبغداد ...سأعطيكم الحالة اليومية التي ما زلنا نعيشها ...
الكهرباء تحسنت وربما حين أبعث المقالة غدا أو بعد غد تكون قد ساءت مرة أخرى لا أحد يعلم !
محطات البنزين خفت من أمامها الطوابير ..حتى إشعار آخر ..
الدولار بدأيتحسن بعد إنكشاف فضيحة الطائرة المحملة بعشرين مليار دينار عراقي جديد في مطار بيروت ..على فكرة من سيحقق في هذه الفضيحة ويعاقب الأشرار؟
في الماضي , اقصد أيام صدام , كان الإعلام الغربي متخصص بنشر فضائح صدام , حسنا , واليوم ..من سيهتم بنا ؟؟ ولمن نشتكي ؟؟...سوى رب العالمين ...
ورواتب المتقاعدين مؤجلة ورواتب الجيش السابق كذلك ..وتعيينات في الدولة لا يوجد ...ومشاريع شركات أجنبية لا يوجد ...
ماذا يوجد ؟
توجد تفجيرات ... ومداهمات للبيوت ..واعتقالات خوفا من مشاغبين عندهم أسلحة وذخائر ..
أريد أن أتوقف قليلا عند نقطة المداهمات للبيوت . هذه تتم عادة في الليل , وبتبليغ من مواطن عراقي للقوات الأمريكية عن جاره أو قريبه أو أي شخص لا يعنيه أمره ...ثم يدفعون له فلوسا ..يعني ثمن هذا العمل الصالح ...
وقبل يومين ..سمعت قصة بالتفصيل الممل عن مداهمة ليلية لأحد البيوت , الزوجة تحكي ... فجروا الباب الرئيسي الخشبي الصنع بقنبلة صغيرة تفي بالغرض .. واختبأت هي وإبنها تحت الدرج وذهبوا للمطبخ حيث يوجد زوجها وقيدوه ووضعوا كيسا حول رأسه وأخذوه معهم حوالي منتصف الليل ...
بعد خمسة أيام من الرعب والإنتظار أطلقوا سراحه وأنزلوه في شارع قريب لبيته في الليل أيضا ... حيث عادبلهفة وصمت ورعب الى أهله .. بعد أن أزاح الكيس عن رأسه
حققوا معه وسألوه عن إسمه وعمله وأشياء عادية أخرى ..ثم أطلقوا سراحه ..
زوجته تبكي وتقول سنسافر لن أبقى هنا أبدا ..
وأنا أتساءل ..من يدافع عنا حين نشتكي ؟ ومن يصدقنا ؟
ومن يحفظ حقوقنا وكرامتنا ..ونحن تحت إحتلال دولة تتباهى بأنها دولة الحرية .!
ألا يمكن طرق الأبواب في النهار والسؤال بطريقة أقل عدوانية وأذى للنفوس من هذه ؟ دون تحطيم الأبواب ووضع أكياس على الرؤوس , ما زال اصحابها يحتفظون بها ليثبتوا لأنفسهم ولنا إن هذا لم يكن كابوسا ... بل حقيقة .
ويا لها من حقيقة ....
*******