Monday, January 19, 2004
االإثنين 12/1/004
تصلني رسائل من البريد الإلكتروني..
أشكرهم جميعا.. معظم الذين يكتبون لي هادئين حتى لو كانوا أمريكان ,نساء ورجال , ومتعاطفين , ويتمنون لنا الخير , وتجاوز الأيام الصعبة التي نمر بها.. ولاحظت أن معظمهم أعمارهم تقترب من الأربعين أو أكثرتدريجيا حتى السبعين .
لكني لاحظت الرسائل التي تصل لأولادي أكثرها عدوانية , خصو صا من الأولاد بأعمارهم. وهم يتهمون الأولاد إما انهم بعثيين أو منتمين الى حماس !!
وهذا دليل على إن هؤلاء صغار السن والتجربة هم أول ضحايا الإعلام غير الصادق الغربي!
بينما كبار السن متفهمين وناضجين ويملكون قدرة على التمييز .
أتمنى من الآباء والأمهات أن يوجهوا أبناءهم لطريقة تفكير أكثر إنصافا ...
عندما سقطت بغداد ودخلت منظمات كثيرة إلى بغداد, تكون لرائد وخلد وماجد الكثير من الأصدقاء من الأجانب يأتون بهم للبيت وقت الغداء أو العشاء , ونجلسهم معنا كأنهم في عائلة واحدة ..شباب كانوا أو بنات ...الأولاد يعاملونهم كأخوتهم وأنا وعزام نعاملهم كأبنائنا...
دائما في كل مجتمع تجد فئة غير منفتحة وتكره عملية إستيعاب الآخر .. لكن الكارثة إن كان هذا إلاعلام موجه من دولة ضد دول أخرى ...كما يحدث ضد الدول الإسلامية وإعطاء الإنطباع إن السكان وحوش ويحبون التفجيرات ويحبون التنظيمات الإرهابية... نحن هنا أمام حالة مؤلمة من سوء الفهم ....
من سيشرح ومن سيصدق؟؟
********
وعندما أنتقد الفدرالية , فلأنها جاءت الآن والجو مشحون بسوء الظن من كل طرف ضد الآخر !
صدام حاول كثيرا أن يفرق العراقيين ويعزلهم بطريقة, سني شيعي , كردي عربي , وهي طريقة بغيضة لتصنيف البشر الذين يعيشون في وطن واحد ولهم عادات وأخلاق وطباع مشتركة وكثيرة . فلماذا نتجاوزها ونتمسك ببند واحد ليجمع فئة ضد فئة .. لا تقل لي إن فيها مصلحة خير...أين الخير في التفرقة والإنقسام ؟
فشل صدام في إقناع العراقيين بالطائفية , وعاشوا رغم المحن , متوحدين . ولكن الخطر الآن أكبر والفوضى هي سيدة الموقف ...
حروب وجحيم وتاريخ ملطخ بالآلام ... توحدت أوروبا .... وتوحدت ولايات أميركا ..بعد أن تجاوزا مشكلة الشمال والجنوب , الأبيض والأسود , أما نحن فيبدو اننا سندخل النفق المظلم .. الذي خرج منه الآخرون قبل مئات السنين.....
******
وعند عودتي الى البيت نهاية الدوام ... كنت أشتري الفواكه حين صادفتني سيدة فقيرة كانت تعمل منظفة في عمارة مجاورة لمحل عملي . وسألتها كيف تعيش هي وأطفالها؟ قالت تركت العمل لإنعدام الأمان وأخاف الخروج من المنزل , وأنتظر استلام الراتب التقاعدي للمرحوم زوجي .. ومتى تستلمون ؟ سألتها وانا مشفقة عليها ..قالت استلمنا دفعة قبل العيد الصغير يعني في رمضان ...أطرقت وفكرت..رمضان؟ متى كان رمضان؟ قلت قبل شهرين ؟. هزت رأسها موافقة . طيب وأين باقي الرواتب ؟ ...يقولون لا توجد فلوس ....ربما بعد شهر أو أكثر ...ومم ستعيشون ؟ قلبت شفتها ! لا أعلم ..
يمكنني أن أساعدها ...لكن مئات وآلآف العوائل الأخرى من سيساعدهم ؟
تذكرت مثلا يقول ...كالجمل المسكين يأكل الشوك ويحمل الصناديق من الذهب على ظهره ..
أليس هذا حال العراقيين وهم يعيشون على بحيرة من البترول ؟ وفيهم الجائع والعاطل عن العمل ..
وتسألوني دائما: لماذا عندك صداع ... ؟
******
تصلني رسائل من البريد الإلكتروني..
أشكرهم جميعا.. معظم الذين يكتبون لي هادئين حتى لو كانوا أمريكان ,نساء ورجال , ومتعاطفين , ويتمنون لنا الخير , وتجاوز الأيام الصعبة التي نمر بها.. ولاحظت أن معظمهم أعمارهم تقترب من الأربعين أو أكثرتدريجيا حتى السبعين .
لكني لاحظت الرسائل التي تصل لأولادي أكثرها عدوانية , خصو صا من الأولاد بأعمارهم. وهم يتهمون الأولاد إما انهم بعثيين أو منتمين الى حماس !!
وهذا دليل على إن هؤلاء صغار السن والتجربة هم أول ضحايا الإعلام غير الصادق الغربي!
بينما كبار السن متفهمين وناضجين ويملكون قدرة على التمييز .
أتمنى من الآباء والأمهات أن يوجهوا أبناءهم لطريقة تفكير أكثر إنصافا ...
عندما سقطت بغداد ودخلت منظمات كثيرة إلى بغداد, تكون لرائد وخلد وماجد الكثير من الأصدقاء من الأجانب يأتون بهم للبيت وقت الغداء أو العشاء , ونجلسهم معنا كأنهم في عائلة واحدة ..شباب كانوا أو بنات ...الأولاد يعاملونهم كأخوتهم وأنا وعزام نعاملهم كأبنائنا...
دائما في كل مجتمع تجد فئة غير منفتحة وتكره عملية إستيعاب الآخر .. لكن الكارثة إن كان هذا إلاعلام موجه من دولة ضد دول أخرى ...كما يحدث ضد الدول الإسلامية وإعطاء الإنطباع إن السكان وحوش ويحبون التفجيرات ويحبون التنظيمات الإرهابية... نحن هنا أمام حالة مؤلمة من سوء الفهم ....
من سيشرح ومن سيصدق؟؟
********
وعندما أنتقد الفدرالية , فلأنها جاءت الآن والجو مشحون بسوء الظن من كل طرف ضد الآخر !
صدام حاول كثيرا أن يفرق العراقيين ويعزلهم بطريقة, سني شيعي , كردي عربي , وهي طريقة بغيضة لتصنيف البشر الذين يعيشون في وطن واحد ولهم عادات وأخلاق وطباع مشتركة وكثيرة . فلماذا نتجاوزها ونتمسك ببند واحد ليجمع فئة ضد فئة .. لا تقل لي إن فيها مصلحة خير...أين الخير في التفرقة والإنقسام ؟
فشل صدام في إقناع العراقيين بالطائفية , وعاشوا رغم المحن , متوحدين . ولكن الخطر الآن أكبر والفوضى هي سيدة الموقف ...
حروب وجحيم وتاريخ ملطخ بالآلام ... توحدت أوروبا .... وتوحدت ولايات أميركا ..بعد أن تجاوزا مشكلة الشمال والجنوب , الأبيض والأسود , أما نحن فيبدو اننا سندخل النفق المظلم .. الذي خرج منه الآخرون قبل مئات السنين.....
******
وعند عودتي الى البيت نهاية الدوام ... كنت أشتري الفواكه حين صادفتني سيدة فقيرة كانت تعمل منظفة في عمارة مجاورة لمحل عملي . وسألتها كيف تعيش هي وأطفالها؟ قالت تركت العمل لإنعدام الأمان وأخاف الخروج من المنزل , وأنتظر استلام الراتب التقاعدي للمرحوم زوجي .. ومتى تستلمون ؟ سألتها وانا مشفقة عليها ..قالت استلمنا دفعة قبل العيد الصغير يعني في رمضان ...أطرقت وفكرت..رمضان؟ متى كان رمضان؟ قلت قبل شهرين ؟. هزت رأسها موافقة . طيب وأين باقي الرواتب ؟ ...يقولون لا توجد فلوس ....ربما بعد شهر أو أكثر ...ومم ستعيشون ؟ قلبت شفتها ! لا أعلم ..
يمكنني أن أساعدها ...لكن مئات وآلآف العوائل الأخرى من سيساعدهم ؟
تذكرت مثلا يقول ...كالجمل المسكين يأكل الشوك ويحمل الصناديق من الذهب على ظهره ..
أليس هذا حال العراقيين وهم يعيشون على بحيرة من البترول ؟ وفيهم الجائع والعاطل عن العمل ..
وتسألوني دائما: لماذا عندك صداع ... ؟
******