Tuesday, December 30, 2003
الأربعاء 24/12/003
صحوت في السابعة صباحا. متأخرة قليلا عن موعدي اليومي ,الجو بارد جدا درجات الحرارة أقل من 10درجات مئوية .البيت مظلم وبارد لا أدري لماذا يذكرني هذا الوصف بالقبر؟
افطرنا بسرعة وخرج الاولاد لاماكن الدراسة .عزام ورائد نائمين .أفرح عندما يبات عندنا رائد حيث انه مشغول دائما ويبات خارج البيت معظم الايام.
المولدة تعمل في الخارج وفي صوتها خشونة .ثمة مشكلة .خرج عزام لفحصها ثم أطفأها وقال يجب أن يأتي فني بعد الظهر لفحصها .انزعجت كثيرا .فهذه المولدة عضو مهم في العائلة! والبيت أقصد الحياة بدونها لا تطاق.
طوال يوم أمس لم تأتي الكهرباء الوطنية الا فترة قصيرة جدا وقت الظهر وظلت المولدة تعمل منذ الساعة الثالثة ظهرا وحتى الواحدة ليلا حيث استمر ماجد في الدراسة لوقت متأخر.
قبل أن ننام سمعنا أصوات انفجارات بعيدة استمرت لفترة ساعة أو اثنتين لا ندري بالضبط اين مصدرها.
اليوم عرفنا أن ثمة اشتباكات في منطقة الدورة جنوب بغداد .
يعد الظهر جاء الفني ليفحص المولدة فوجد مشكلة صغيرة وأعاد تشغيلها.الحمد لله .عادت الحياة الى البيت .لكن الماء بارد جدا وانتظرت ساعات حتى يسخن الماء بالكهرباء ثم اغسل شعري .وتساءلت كيف ومتى يستحم الناس المساكين الذين لا يرون الكهرباء ولا يملكون مولدة؟
في المساء الليل مظلم جدا وموحش.وما عدنا نخرج لتناول العشاء في مطعم أو نزور أحدا من الاصدقاء أو الاقارب .حتى الخطوط الهاتفية لم يعاد اصلاحها للبدالات التي قصفها الجيش الامريكي . يعني النتيجة لا زيارات ولا اتصالات ولا حتى جولة حول بغداد .ماذا سأرى ؟ سأعود حزينة مكتئبة.سأرى مدينة حزينة أنهكتها الحرب ولا يخلو شارع من آثار قصف أو حريق أو تخريب .لا أدري من فعل هذا ؟غرباء أم من أهل المدينة؟
ومنظر الاليات الامريكية تجوب الشوارع ويحمل الجنود رشاشات مسلطة صوب وجوهنا .ويصعدون بالدبابة فوق الرصيف حين تدعو الحاجة والأرصفة مثلمة ومكسورة الحواف في معظم الشوارع .أرى بغدادا أخرى غير التي أعرفها هذه بغداد الذليلة المحتلة وكذلك أهلها !
ثم تأتي فقرة الحواجز وبطء السير والاضواء مسلطة على الوجوه كأننا مجرمين ؟ وربما أخرجنا الجندي من السيارة في البرد للتفتيش ثم يعتذر عن الازعاج بكل أدب وأحترام .وأود
أن أسأله ما الذي جاء بك من آخر الدنيا الى بغداد ؟لا تقل انك جئت من أجلنا ومن أجل تحريرنا من سيصدقك؟ أنت نفسك هل تصدق؟
كل الناس هنا تقول نحن لسنا ضد التغيير ولكن ليس بهذه الطريقة ,كنا نود لو جاء التغيير بأيدي عراقيين لكان أكثر جمالا وقناعة وفرحة ,لكنه الان يثير النفور في النفوس .من ذا الذي يقبل أن يصحو في الصباح فيرى جيشا من الغرباء المدججين بالسلاح يملأون شوارع مدينته؟
لو جاء التغيير بأيد من داخل العراق ,لوجدوا تأييدا ومساندة بلا حدود ,ولما ضاع الأمان وساد السلب والنهب والاغتيالات.ولجاءت سلطة جديدة من الشعب ذاته وربما وضعت ظوابط للتعامل بين الناس وعدم السماح بالانتقام وسيادة القانون وهو فوق الجميع .
مضى لحد الان ثمانية أشهر على سقوط النظام ,وما زال القتل والاغتيالات جارية والذي عنده قائمة أسماء فليسرع بأنجازها رجاء قبل قيام دولة ودستوروقوانين ومحاسبة ..هكذا هو واقع الحال اليوم .ولا ننسى الاحزاب المعارضة التي كانت في الخارج والان جاء دورها لتنتقم من الرموز التي ازعجتها سابقا!
على أية حال أظن ان المحاكم لجرائم الحرب التي ستعقد لاحقا ,لن تجد معظم المطلوبين على قيد الحياة فقد تم تنفيذ الاحكام مسبقا وهذه هي العدالة بعينها في العراق الحر الجديد!
أهلا وسهلا........
صحوت في السابعة صباحا. متأخرة قليلا عن موعدي اليومي ,الجو بارد جدا درجات الحرارة أقل من 10درجات مئوية .البيت مظلم وبارد لا أدري لماذا يذكرني هذا الوصف بالقبر؟
افطرنا بسرعة وخرج الاولاد لاماكن الدراسة .عزام ورائد نائمين .أفرح عندما يبات عندنا رائد حيث انه مشغول دائما ويبات خارج البيت معظم الايام.
المولدة تعمل في الخارج وفي صوتها خشونة .ثمة مشكلة .خرج عزام لفحصها ثم أطفأها وقال يجب أن يأتي فني بعد الظهر لفحصها .انزعجت كثيرا .فهذه المولدة عضو مهم في العائلة! والبيت أقصد الحياة بدونها لا تطاق.
طوال يوم أمس لم تأتي الكهرباء الوطنية الا فترة قصيرة جدا وقت الظهر وظلت المولدة تعمل منذ الساعة الثالثة ظهرا وحتى الواحدة ليلا حيث استمر ماجد في الدراسة لوقت متأخر.
قبل أن ننام سمعنا أصوات انفجارات بعيدة استمرت لفترة ساعة أو اثنتين لا ندري بالضبط اين مصدرها.
اليوم عرفنا أن ثمة اشتباكات في منطقة الدورة جنوب بغداد .
يعد الظهر جاء الفني ليفحص المولدة فوجد مشكلة صغيرة وأعاد تشغيلها.الحمد لله .عادت الحياة الى البيت .لكن الماء بارد جدا وانتظرت ساعات حتى يسخن الماء بالكهرباء ثم اغسل شعري .وتساءلت كيف ومتى يستحم الناس المساكين الذين لا يرون الكهرباء ولا يملكون مولدة؟
في المساء الليل مظلم جدا وموحش.وما عدنا نخرج لتناول العشاء في مطعم أو نزور أحدا من الاصدقاء أو الاقارب .حتى الخطوط الهاتفية لم يعاد اصلاحها للبدالات التي قصفها الجيش الامريكي . يعني النتيجة لا زيارات ولا اتصالات ولا حتى جولة حول بغداد .ماذا سأرى ؟ سأعود حزينة مكتئبة.سأرى مدينة حزينة أنهكتها الحرب ولا يخلو شارع من آثار قصف أو حريق أو تخريب .لا أدري من فعل هذا ؟غرباء أم من أهل المدينة؟
ومنظر الاليات الامريكية تجوب الشوارع ويحمل الجنود رشاشات مسلطة صوب وجوهنا .ويصعدون بالدبابة فوق الرصيف حين تدعو الحاجة والأرصفة مثلمة ومكسورة الحواف في معظم الشوارع .أرى بغدادا أخرى غير التي أعرفها هذه بغداد الذليلة المحتلة وكذلك أهلها !
ثم تأتي فقرة الحواجز وبطء السير والاضواء مسلطة على الوجوه كأننا مجرمين ؟ وربما أخرجنا الجندي من السيارة في البرد للتفتيش ثم يعتذر عن الازعاج بكل أدب وأحترام .وأود
أن أسأله ما الذي جاء بك من آخر الدنيا الى بغداد ؟لا تقل انك جئت من أجلنا ومن أجل تحريرنا من سيصدقك؟ أنت نفسك هل تصدق؟
كل الناس هنا تقول نحن لسنا ضد التغيير ولكن ليس بهذه الطريقة ,كنا نود لو جاء التغيير بأيدي عراقيين لكان أكثر جمالا وقناعة وفرحة ,لكنه الان يثير النفور في النفوس .من ذا الذي يقبل أن يصحو في الصباح فيرى جيشا من الغرباء المدججين بالسلاح يملأون شوارع مدينته؟
لو جاء التغيير بأيد من داخل العراق ,لوجدوا تأييدا ومساندة بلا حدود ,ولما ضاع الأمان وساد السلب والنهب والاغتيالات.ولجاءت سلطة جديدة من الشعب ذاته وربما وضعت ظوابط للتعامل بين الناس وعدم السماح بالانتقام وسيادة القانون وهو فوق الجميع .
مضى لحد الان ثمانية أشهر على سقوط النظام ,وما زال القتل والاغتيالات جارية والذي عنده قائمة أسماء فليسرع بأنجازها رجاء قبل قيام دولة ودستوروقوانين ومحاسبة ..هكذا هو واقع الحال اليوم .ولا ننسى الاحزاب المعارضة التي كانت في الخارج والان جاء دورها لتنتقم من الرموز التي ازعجتها سابقا!
على أية حال أظن ان المحاكم لجرائم الحرب التي ستعقد لاحقا ,لن تجد معظم المطلوبين على قيد الحياة فقد تم تنفيذ الاحكام مسبقا وهذه هي العدالة بعينها في العراق الحر الجديد!
أهلا وسهلا........