Saturday, November 20, 2004

 
Dear Faiza,

I am still reading your blog and have wanted to write to you for some time but each time I start I don't finish. There is so much and at the same time so little to say. Words cannot express my shame and anger at what my people are doing in Iraq right now. I have stopped watching the news on TV because it is so painful-- but of course you will laugh bitterly at my comment knowing as you do that my pain is nothing but a pinprick compared to yours and your nation's. How can I say I am sorry. Words are empty. The thugs and bandits are still running my country as well as yours. I am so ashamed and heartbroken. As you love your country I love mine and there is so much that is good about America and its people--the ordinary people, not our leaders. I wish we were not such a powerful nation so that our mistakes would not have such a major impact on the world. How could we have been stupid enough to re-elect the IDIOT for another four years. He is busy now solidifying his power and glorying in his victory. It seems to me as if the world is crazier and crazier by the minute. When the idiot smiles and tells Americans that he is fighting a war on terror in Iraq and that he is fighting the war there so it won't be fought here I become furious. How DARE he put the blood of thousands of innocent Iraqi's on MY hands. How DARE he infer that American lives are worth more than Iraqi lives. How DARE he tell me that he is killing thousands upon thousands of innocent people in Iraq so that I can safely walk the streets of New Jersey. It is offensive and it is not true. The hatred of America that he is creating will outlast him by many many years. Does this good "Christian" not know that we are all God's children? Has he forgotten that Jesus was the "Prince of peace" and that his mission was to the weak, poor and powerless? G-rrrrrrrrrrrrrrr

I don't know who these naive Americans are who write to you about their sons sacrificing their lives for Iraqi freedom. I suppose that the father of a boy in the army has to feel that his son is dying for a noble reason, but he is so mistaken. Wait until he realizes that this war is not about anybody's freedom but about money and power for those who already have plenty of both. Wait until his son comes home with no arms or legs or needing a lifetime of medical care and is tossed aside like a piece of garbage. Perhaps then he will figure it out. Whoever said that the first casualty of war is truth was right. And while I am on the subject, I don't think much of your Alawi either. Bush gives him a script and he just reads it. He seems so cold and tough. There is something reptillian about him--although I am sorry that his family was kidnapped. That must be very hard for him.

Well, so much for my angry tirade. Thank you so much for all the information in your recent posts. I am so sorry to hear about the destruction to your home and I hope your move to the new house goes well. I was grateful too for the links to Islam. I will use them. Interesting too that you are reading the diaries of T.E. Lawrence aka Lawrence of Arabia. I think he died broken hearted at having been used the way he was by his government, and he is a metaphor for all the problems between the West and the Middle East. Horrible the way France and Britain just carved up the bones of the Ottoman Empire after the first world war,without a thought of keeping the promises they had made-- and regarding the area as their personal property and not belonging to the people who lived there. It is from this act( and from the importance of oil to the West) that all the problems have sprung. How sad that the political acts of the powerful can cast such as long shadow on the lives of ordinary people.

Hmmmmmmm you inspire me-- I'm thinking about setting up a blog of my own. Maybe I will.


with prayers for the safety of you and yours I am,

Roberta in New Jersey





Thursday, November 18, 2004

 
الأربعاء 17تشرين ثاني2004
صباح الخير...
الجو غائم في بغداد اليوم, وثمة نسمات باردة فيها رائحة الشتاء تأتي من شباك الحديقة.
نحن في البيت الجديد...
أظن أنني انقطعت عن العالم الخارجي مدة عشرة أيام حتى استقر وضع البيت الجديد, والكهرباء,لأتمكن من الكتابة والتواصل مع بريدي الألكتروني والإنترنت مرة ثانية...
كانت أياما شاقة ومليئة بالعمل والجهود المتواصلة في سباق مع الزمن...
منذ يوم 7/11 سافرت زوجة اخي وأولادها واعطتني مفاتيح البيت.
دخل فريق من العمال ومشرف عليهم لإعادة طلاء جدران البيت...ثم فريق آخر لتنظيف المطبخ والحمامات.
ثم جماعة لتصليح التمديدات الكهربائية وصيانتها في كل البيت, وجماعة أخرى للصحيات,ونجار لصيانة وطلاء الباب الخشبي الرئيسي و درابزين الخشب للدرج الكبير في وسط البيت.
استغرقت هذه العملية ثلاثة أيام بين اشرافي عليهم واعطائهم ملاحظات,وبين إشراف عزام عليهم ومتابعة الملاحظات.
أعادتني هذه الأيام الى ذكرياتي وأنا مهندسة مشرفة على مواقع عمل في بيروت وعمان.
المهندس المشرف ينبغي أن تكون له عين ثاقبة, تنتقد وتكتشف الخطأ بسرعة لتصحيحه من قبل العامل المنجز للعمل...ودائما أتخيل الجملة تكون هكذا : تسلم ايديك, ولكن, انظر الى هنا,ثمة خطأ...
لا أحب إحباط العامل وتنقيص قدراته وجهوده, لكني أحب أن أساعده على تطوير العمل وتحسين نوعيته
هو أيضا سيستفيد من خلال هذه الإنتقادات ويطور نفسه.
ثم بعد الظهر أعود للبيت متعبة , وأقدامي منتفخة وتؤلمني جدا...فأطلب من خالد ان يقوم بعملية المساج.
وكنت أعود الى البيت القديم لأتابع تعبئة الأغراض المختلفة في صناديق.
أغراض غرفة الضيوف, ثم المطبخ,ثم غرفة خالد,ثم ماجد ورائد,ثم غرفة الجلوس والمكتبة, ثم غرفة نومي
ثم أغراض متفرقة من المخزن, ثم سجاد وصوبات وكهربائيات المطبخ,وتفاصيل تكاد لا تنتهي.
الخلاصة, أنها دمرتني....
ههههه
الآن أجلس في البيت الجديد وأبتسم, وأحمد الله أنه أعانني على إنجاز العمل, وأرسل لي الكثير من الناس ليساعدوني على إنجازه.
كل تجربة في الحياة فيها تعب ومتعة, ونتعلم منها أشياء جديدة...
العمر يمضي بنا, لكننا لا نكف عن التعلم, ومتعة إكتشاف أمور جديدة,هي متعة يفتقدها الكثير من الناس,
الناس الذين يرون انهم تعبوا من الحياة وانطفات في قلوبهم الرغبة في رؤية الأشياء واكتشاف وجوه جديدة لها..
لا أحب أن اكون منهم...أظنني سأكون كالميتة إن صرت مثله,الميت لا يعطي ولا يأخذ...توقفت علاقته مع الحياة..وثمة اناس كثيرون في حياتنا...لا يعطون ولا يأخذون..ما فرقهم عن الأموات؟؟؟
******************************************
وأثناء المرحلة الثانية من برنامج الإنتقال الى البيت الجديد, بعد مرحلة الصيانة والتنظيف.
بدأت أحداث الفلوجة من جديد..
كانت محاصرة منذ أسابيع, وكنا نعلم أن نتائج الإنتخابات الأمريكية ستقرر ما هي الخطوة التالية.
وطبعا بعد فوز بوش بولاية ثانية, جاءت إشارة البدء بالعمليات العسكرية في الفلوجة.
خلال تلك الأيام اشتعلت بغداد ثانية بالتفجيرات والسيارات المفخخة, واغلقت معظم شوارع المدينة,خصوصا الطرق السريعة, حيث هي ممر أرتال القوات العسكرية , وهناك الكثير من العمليات ضدهم, فتنغلق الطرق السريعة, ويتجه إزدحام السير الى الطرق الداخلية في المدينة, ويصبح الإزدحام قاتلا, ساعات ستظل السيارة تحبو مثل سلحفاة, حتى تصل المكان الذي تريده بشق الأنفس.
خلال تلك الأيام السعيدة, كنت أرسل نقلة من أثاث البيت الذي نحن فيه الى بيتنا الجديد,أي من منطقة المطار الى منطقة المنصور..في الأحوال العادية أقل من نصف ساعة ذهاب, وكذلك وقت العودة.
لكن في تلك الأيام كانت تستغرق العملية ساعتين لكل مشوار..وكنت أظل متوترة في البيت أنتظر وادعو الله أن تذهب السيارة والعمال بالسلامة وكذلك يعودون.
الشوارع مغلقة والتفجيرات لا تعلم من أين تأتيك...ثمة جنون يتصاعد...
في أحد الأيام عدت من طريق المطار,وعبرت جسر العامرية لأشتري خضار للبيت, كنت متعبة بعد يوم متابعة شاق مع العمال, وأكون مررت على المحل في الصباح لمتابعة المهندسين هناك وهل ثمة مشاكل بغيابي؟
الحمد لله الأمور تسير على ما يرام...
توقفت عند محل الخضار, وكانت الساعة حوالي الثالثة بعد الظهر...الشارع يمتليء بالناس العائدين من محل عملهم او طلاب الجامعات الراجعين لبيوتهم.
دوى انفجار كبير قريب هز المنطقة, فتراكض الناس...وتساءلنا جميعا عما حدث؟
ثم ظهرت سحابة من الدخان الأبيض, ثم تغير لونه الى أسود, أمامنا ,في طريق المطار حيث مررنا قبل خمسة دقائق..
قال الناس انها سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق ومعها صاحبها, انفجرت حين مر الرتل العسكري جانبها...طبعا اغلق شارع المطار فورا...وعادت السيارت التي فيه تبحث عن منفذ للهروب , والله وحده يعلم متى سيعودون لبيوتهم, وأية جولة حول بغداد سيقومون بها اليوم, حتى يصلوا....
انقطعت الكهرباء في تلك الأيام على معظم مناطق بغداد...بدأنا نلاحظ انه كلما كانت هنالك أحداث ومواجهات ضد قوات الإحتلال, تسوء الكهرباء, وينقطع الماء لساعات طويلة على الأحياء السكنية.
هل هي صدفة؟
أم هي عملية عقاب جماعي؟؟
كلنا نتساءل...ولا أحد يملك الجواب.
*****************************************
الفلوجة تشتعل بالقتال, وداخل بغداد جبهات قتال جديدة..
في منطقة الدورة جنوب بغداد, وفي الغزالية, والأحياء حول المطار, وفي ابو غريب...
الحقيقة ان المصادمات تحدث على أطراف بغداد, حيث الطرق السريعة التي هي ممر الأرتال العسكرية اليومي.
كنت في بيتنا القديم أسمع صوت الآليات العسكرية تمضي في طريق المطار طوال الليل حتى الصباح...
والهليكوبتر تزمجر وتطير بارتفاع منخفض فوق البيوت تهتز له الشبابيك وتدمدم.
وفي أيام المواجهات في الفلوجة, زادت حدة حركة الدبابات والهليكوبتر بطريقة لا تطاق.
الليل لا سكون فيه...والنوم قلق ومنغص..
أصحو في الصباح مع صداع ومزاج متعكر من قلة النوم, وأدعو الله أن ينهي هذا الحال بأسرع ما يكون.
ثم الاحظ في الصباح أن الطائرات التي تمر تحمل صورة الصليب الأحمر..هل تنقل جرحى من الجيش الأمريكي؟؟
***************************************
الجمعية النسائية التي أنشأناها مع صديقاتي تسير أمورها بهدوء وبطء شديد..
تم تسجيلها في وزارة التخطيط, ثم اتفقنا مع مهندسة معمارية لعمل تصميم شعار وهوية الجمعية, ثم بدأنا نعمل تصميم موقع لها على الإنترنت..ما زال مكتب متخصص يعمل على تصميم الموقع.
اتصلنا بمجموعة جيدة من النساء الخريجات الجامعيات , معظمهن مهندسات,ثم طبيبات, ثم محاميات.
ومنهن من تملك عمل تجاري مثل مشغل رسم أو خياطة, أو مكتب هندسي أو محل مبيعات..وهكذا..
اتفقنا أن النشاط حاليا متوقف...الأحوال الأمنية رديئة, والمشاريع بلا تمويل.
والإفضل أن نتحرك على بداية العام الجديد, ونبدأ نشاطاتنا..إن شاء الله, تكون الأحوال تحسنت أكثر...
****************************************
أرسلت أدوية لمستشفى الفلوجة ومستوصف صغير يعالج الأهالي مجانا,قبل دخول القوات الأمريكية للفلوجة.
قالت زميلتي في الجمعية , أطلبي منهم ورقة تقول اننا تبرعنا لهم...قلت لها أنني أخجل من هذه الأفعال, كأنني أستعملها دعاية...
هذا تبرع شخصي مني..في العام القادم حين تملك الجمعية ميزانية وتمويل, سنشارك في المجتمع المحلي بنشاطات ونكتبها على الموقع.
وبعد أحداث الفلوجة ونزوح الأهالي الى بغداد عند أقاربهم أو الجوامع او ملاجيء قديمة, أرسلت مع خالد موادا تموينية للعوائل: رز وسكر وزيت طبخ وغيرها..
قلت لخالد سنراهم بعد العيد,إن عادوا لبيوتهم أو بقوا واحتاجوا لبطانيات أو مساعدا ت أخرى, نرسل ما نقدر عليه.
الألم في نفسي شديد, والحزن على هذه العوائل واطفالها, ما ذنبهم يتشردون من بيوتهم, ويدفعون ثمن حماقات غيرهم؟
*****************************************
لا أقدر أن أركز في الكتابة الان...
ثمة قطة صغيرة حمقاء جلبتها من بيتنا القديم معي..والآن تجلس على طاولة الكومبيوتر, وتمد مخالبها على أصابعي كلما مددتها على الحروف لأطبع كلمة...صرخت عليها فهربت والان تقف على الكرسي بجانبي تتقاتل مع ذيلها, تلف وتدور حوله مثل المجنونة. أظنها سعيدة...أكثر سعادة من البشر.
أليس هذا شيء مخجل؟
الله أعطى الإنسان العقل وميزه عن باقي الكائنات, لكن أنظروا ماذا يفعل من حماقات...
حروب وقتال وخراب ودمار ...
القطط والكلاب سعيدة, والبشر تعساء...
لابد ان الله يضحك علينا في عليائه...ويخجل من تصرفاتنا, وكأنه يقول : هل هذا ما طلبته منكم حين جعلتكم سادة الأرض؟
أي حمقى أنتم؟؟؟
******************************************
القطة تخرمشني وتهرب, ثم تخرمش الكنبايات, وتذهب لتشم الأثاث وتنظر لنفسها في المرآة, وتتسلق الدرج تلف الطابق الثاني كله وتشم كل شيء, وتعود للمطبخ لتشرب من صحن الحليب, وعندما امر من أمامها , تنفش ذيلها وتهجم على وكأنها تلعب معي وتريد أخافتي...
والآن تنفش ذيلها وتمزق كيس النايلون الذي على الأرض...
والله أحسدها على مزاجها المرح, وبالها الخالي من المتاعب والأحزان والهموم.
يا ليتني كنت قطة.
هههههه
هذه الدنيا المتعبة, ما عادت مفهومة, وما عاد ثمة حوار بين البشر...
وما عاد ثمة مرجعية للحوار..
ما هو الصحيح وما هو الخطأ؟؟
ما هو الحلال وما هو الحرام؟
ما هو الأخلاقي وما هو غير الأخلاقي؟؟
لا أعرف...
الأوراق مختلطة...والبشر في نزاعات مستمرة...كأنها دوامة لا نهاية لها.
************************************************
الإنتخابات على الأبواب...
إتصل بي جماعة من المستقلين الوطنيين العراقيين وقالوا انهم يريدون مشاركة النساء .
والقائمة تضم 270 إسما, لابد من وجود 90 إمرأة بينهم..
سجلنا إسمك في القائمة, ونريد منك المشاركة في الإنتخابات, ومطلوب منك أن تساعدينا وتتصلي بصديقاتك
وتشجعيهم على المشاركة في الترشيح للإنتخابات..
ستكون القوائم الفائزة نواة للمجلس الوطني العراقي الجديد..وسيكون من واجباته صياغة الدستور العراقي الجديد
ثم منهم ربما وزراء, وحكومة جديدة.
اليوم أصابني إحباط وصداع...
إتصلت بكل من أعرفهم من صديقاتي, وطرحت عليهم الفكرة وشرحت بالتفصيل..
لكن ولا واحدة قالت نعم موافقة.ولا واحدة.
وقبل انتقالي الى هذا البيت إتصلت بمجموعة اخرى ممن اعرفهم من الجمعية النسائية أو خارجها..وكان الجواب نفسه..نحن نخاف...
قلت لهم : من سيصنع العراق الجديد؟؟
من سيصوغ دستوره الجديد؟؟
لماذا تتركون الساحة فارغة فيحتلها ربما غير المخلصين للعراق؟
لماذا انتم سلبيين وتختبؤون في بيوتكم؟
أؤمن أن الله يملك بيده مصيرنا ..لن نعيش أو نموت بإرادتنا.
كل شيء يحدث بإرادته.
لماذا انتم جبناء؟؟
الكل يضحك ويعتذر.....
أغلقت التلفون اليوم وشعرت بالتعب والإحباط...
كأنني أطلب المستحيل...ولا أحد يقدر ان يعطيني إياه..
***************************************
الناس يتصارعون ويتباغضون وكل واحد يظن نفسه على حق...
البعض يرى في الجيش العراقي والشرطة العراقية الجديدة, نواة لدولة عراقية جديدة, تعطي أملا بالإستقلال وخروج قوات الإحتلال من العراق, والبعض يراها وجوها عميلة قذرة تستحق الموت بسيارات مفخخة.
البعض يرى في الإنتخابات القادمة نواة لدولة عراقية جديدة وخروج الإحتلال, ويبذل جهوده للمشاركة والعطاء,
والبعض الاخر يراها مؤامرة قذرة وتواطؤ مع الإحتلال لبقائه, ويوجه القتل والتهديد ضد من يريد المشاركة في الإنتخابات, سواء مرشحين أو ناخبين.
البعض يرى في الفلوجة جهادا وأبطالا, والبعض يراهم حفنة من اللصوص والقتلة.
البعض يرى في مرجعية الشيعة هدوءا وحكمة في التعامل مع قوات الإحتلال , وانتظار الوقت المناسب لإخراج قوات الإحتلال, والبعض يرى الشيعة فئة متواطئة مع المحتل ويستحقون الموت...
والبعض يرى السنة أنهم مناضلون ضد الإحتلال دون غيرهم, والبعض يراهم حمقى يريدون إعادة التفرد بالحكم لهم , أو تخريب البلاد بحجة رفض الإحتلال...
هذا هو واقع الحال هنا...
الصورة لها وجوه متعددة, وكل فريق يتشبث بوجه منها ويقاتل, ويظن نفسه على حق.
حسنا, كلنا نتفق على عدم حب الإحتلال...وكلنا يرغب في صناعة عراق جديد..
ولكن كيف؟
هنا تأتي الإجتهادات والإختلافات.....ثم الحماقات.
************************************
إنتهى رمضان وجاء العيد...وجدته تافها حزينا لا طعم للفرحة فيه.
لم ننزل للسوق ولم نشتري ملابس جديدة كما هي العادة.
استقبلنا الضيوف في العيد. , وقدمنا العصير وحبات الشكولاته....وكل عائلة تقوم بجولة في البيت, ثم يبدون اعجابهم وتعليقاتهم التي ترضيني وتجعلني أبتسم : انه بيت جميل, وقريب من محل عملكم, مبروك عليكم.
الحمد لله...رغم الأحزان والكوارث اليومية, ثمة أشياء صغيرة مفرحة في حياتنا...
وبعد العيد, وتوقف أحداث الفلوجة, وتحسن الكهرباء, صارت لي فرصة الجلوس وقراءة بريدي الإلكتروني..
الكثير من الرسائل من اميركا وأصحابها يعتذرون عما تفعله حكومتهم في الفلوجة.
ويعتذرون لأنهم لم يقدروا رغم كل الجهود على اسقاط حكومة بوش وفوز كيري...
كتبت لهم وقلت لا تحزنوا...كل شيء يتم بإرادة الله, وليس بإرادة بوش..
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم..
ربما مزيد من الظلم في العالم, يوحد الناس الذين يحبون الخير ويجمعهم ويقويهم ليقفوا ضد الشر...
بغض النظر عن انتمائهم وجنسيتهم ودينهم...فكما أقول دائما: الرب واحد, والخلق كلهم عياله, يعني أولاده,
وكلنا اخوة واخوات....
وكلنا نحب السلام أن يسود الأرض, وشعوب الأرض.
والله يقول في القرآن : والأرض يرثها عبادي الصالحون...
يعني ثمة أشرار سينقرضون, وستبقى الأرض للصالحين, الذين يحبون الخير والسلام.
********************************************
الخميس 18 تشرين الثاني 2004
صباح الخير...
ما زالت شاشات الفضائيات تنقل صور القتال في الفلوجة قبل إسبوع, وتجاوزات قام بها جنود امريكيون
صورها مراسل من شبكة إخبارية امريكية كان مرافقا لهم , بدخول المسجد وقتل جريح ممدد على الأرض.
هه
كم تجاوزا مثله أو أكثر, اقترفه جنود أمريكيون ولم يكن ثمة مصور بجانبهم ؟
رأيت في الفيلم المعروض, جنديا أمريكيا يقف على بالكونة عمارة ويطلق النار على عمارة مقابلة له..إطلاق عشوائي, الطوابق السكنية والمحلات التجارية...وتشتعل النيران فيها كلها.
نعم,تبدو عملية تطهير واضحة, تطهير من كل شيء, ولكل شيء.
من هو الأحمق الذي يتوقع أخلاقا راقية تمارس في هذه الحرب؟
هل هي لعبة, والذي يخترق قواعدها يعاقب؟؟
طبعا لا...الحرب لعبة بلا أخلاق ولا قواعد...وليذهب الحمقى الى الجحيم.
الحمقى الذين لا يحسبون العواقب, ولا يتحملون مسؤولية الضحايا المدنية التي ستسقط, تماما كما فعل صدام حسين بنا.
تحدى أميركا, ولم يكن عنده سوى لسان طويل, وأسلحة وتكنولوجيا تافهة, وجيش ضعيف محطم.
ثم استدرجها لتدخل العراق وتدمره...وبكى وتباكى كل الأغبياء معه.
هذا ما حدث اثناء حرب الكويت, ثم الحرب الأخيرة 2003.
السؤال هو : إن لم يكن عندك قدرة للمواجهة والقتال والصمود, لماذا تورط نفسك وشعبك بحرب خاسرة محبطة,
فتدخل قوات احتلال تدوس رؤوسنا وتذلنا؟؟
على من نعتب؟؟
عليهم أم عليك؟؟
وهل سيصغي لنا من نشتكي له؟؟
هل من المفروض أن المحتل سيكون لطيفا ناعما ؟؟
نعم, المحتل يعني ظلم وقسوة وخراب...
إن أردت مواجهته, حزمت أمري, وسعيت أن يكون موضوع المواجهة أو الجهاد قرارا جماعيا.
لا فئة صغيرة تختبيء بين الناس...يهرب الناس فيتم الإستفراد بها وتصفيتها...
ما هكذا الجهاد..
الجهاد يكون جماعيا, الجماعة تحميه...الناس تحميه...فيصعب القضاء عليه.
إن كان الجهاد فئات تمول من الخارج أو من حيث لا يعلم الا الله, فهو سيظل جسما غريبا يستأصل بسرعة وينتهي.
هل الأمة محتاجة لمزيد من الخيبات والحماقات؟؟
ألم نتعلم بعد كيف نواجه عدونا؟؟
كيف نتصرف بحكمة وعقلانية؟
أما اكتفينا من البكاء والصراخ على فلسطين وأهلها؟؟
خيبات وخيبات, ماذا تعلمنا؟؟
وهل غيرنا خطابنا وتفكيرنا نحو الأفضل؟؟
نحو طريق أكثر قوة ووضوحا ؟؟
هل سنظل نجر شعوبنا لكوارث وكوارث ليسقط المزيد من الضحايا ثم البكاء والصراخ و الدموع والألم ؟
متى سنتعلم من اخطائنا؟؟
متى سنجعل عدونا يحترمنا ويخافنا؟
في القرآن آية عظيمة, كلنا نعرفها, وكلنا يرددها : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أي أن الله يمد يد العون للتغيير بعد أن يرى الرغبة والإرادة عند عباده لتغيير أنفسهم نحو الأفضل..
العرب كلهم محتاجون لمراجعة تاريخهم, ودراسة تجاربهم و اخطائهم, والتعلم منها حتى لا يكرروها, ويعيدوا صياغة حياتهم وتفكيرهم من جديد...بطريقة أقوى وأذكى في مواجهة العالم...في مخاطبة العالم.
بعيدا عن طريقة الفوضى والصراخ واللطم.
قناة الجزيرة تغذي هذا التيار الأحمق...الذي يبكي ويلطم على الخدود...
وقناة الجزيرة من هي؟؟
وأين تقع؟؟
إنها آخر صديق للعرب....
متى سيفتح الحمقى عيونهم..ولا يسمحوا لأحد أن يستدرجهم ويستغلهم ؟؟
*********************************************
نعم, قلبي حزين وغاضب لما جرى في الفلوجة..
لكني تعودت طوال حياتي أن أجلد ذاتي إن مررت بتجربة فاشلة...لأصحح اخطائي وأستفيد من التجربة
ولا اكرر الخطأ ذاته...
لماذا القي اللوم على عدوي؟
لماذا القي اللوم على قوات الإحتلال بأنها استعملت قنابل وغازات محرمة؟؟
هه
وماذا نتوقع منها؟
أن تلقي على الفلوجة حبات برتقال؟؟
لماذا أتحداها أصلا إن لم يكن عندي قدرة على المواجهة والدفاع؟
لماذا أسمح لهم أن يدمروا المدينة’ بشوارعها وبيوتها وعماراتها التجارية ومدارسها ومساجدها؟؟
لماذا أشرد أهلها الى ملاجيء في بغداد أو هياكل البيوت على أطراف المدن والقرى؟؟
هل فكر الذين أرادوا المقاومة بكل هذا؟؟
هل حسبوا حساب الخسائر والربح في هذه المعركة؟؟
هل هو انتحار جماعي؟؟
لست افهم.
لماذا اعطي فرصة للإحتلال حتى يسحقني وينتصر؟؟
لماذا لا أرتب صفوفي بطريقة هادئة وبنفس طويل...أجمع التأييد من الناس, ونقاوم جميعا الإحتلال.
هذا عمل يتطلب روح الجماعة..وسنين طويلة. من الكفاح.
من هم الملثمين الذين يقفون على أطراف شوارع الدورة وأبو غريب والغزالية والطرق بين حديثة والفلوجة, يطلقون النار على الطائرات الهليكوبتر الأمريكية من بنادقهم...فترد الطائرات بوابل عشوائي من النيران ضد الناس في الشوارع؟؟
هل سنعرضها على الفضائيات ونبكي ونقول انظروا ماذا تفعل أميركا هنا من جرائم ؟؟
أريد أن أعرف,هل هؤلاء الناس حمقى, جهلة, مغامرون, مناضلون؟؟
أم أنهم أعداء العراقيين؟؟
لست أفهم شيئا مما يحدث.
الأوراق مختلطة, البعض يقول هذه أعمال أجهزة مخابرات اجنبية لتدمير العراقيين وتشويه نضالهم ضد الإحتلال ....والبعض يقول هذه حماقات وغباء عراقيين يظنون انفسهم يحسنون صنعا.
********************************************************
كلنا لا يريد قوات الإحتلال على أرض العراق.
مسلم ومسيحي , كردي وعربي, سني وشيعي.
كلنا يريد عراقا حرا مستقلا ديمقراطيا...
لكن السؤال: كيف ؟؟
هل نفجر سيارات مفخخة ونقتلهم ونقتل العراقيين الأبرياء معهم؟
هل نفجر مراكز الشرطة العراقية ونقتل أولادنا؟
هل نتركز في مدينة مثل الفلوجة ونجعلها مركزا للمقاومة, فتأتي قوات الأحتلال تحاصرها وتقصفها وتدمرها؟
ونهرب لمدينة اخرى, فيلاحقونا ...وهكذا؟؟
إذن المسألة تبدو واضحة : ثمة من قرر أن يكون العراق نار مشتعلة , والفترة الزمنية مفتوحة, لا سقف لها.
لا إعمار, لا بناء, لا مشاريع, لا دستور جديد, ولا دولة جديدة ولا عراق جديد ,لا حياة أبدا...
تحت شعار : قتال وقتال وقتال.....حتى تخرج قوات الإحتلال من هنا.
لا أعرف هل هذه فئة عراقية تحب العراق وتريد له الخير..أم هي فئات أجنبية لها مصالح اخرى...
كلنا نحب العراق...ونريد له الخير.
لكننا قد نختلف في طريقة التعبير عن هذا الحب.
البعض يظن أنه يريد أن يبني ويعمر العراق حتى يكون قويا قادرا على إخراج المحتل منه.
والبعض يريد ان يكون العراق ساحة قتال مستمرة.
إذن : متى سيخرج المحتل؟؟
لن يخرج أبدا...هذا ما يريده بالضبط...
بلد مضطرب تعصف به الكوارث, وعنف وقتال بلا حدود...واحتلال للأبد.
*******************************************
في كل مكان في العالم الناس يختلفون ويتفقون...
لكن هنا الذي يختلف معك يملك القدرة على قتلك دون حساب.
هنا صار التعبير عن رفض وجهة نظرك هي التهديد والقتل.
إما أن تصمت وتسمح للخراب والفوضى أن تعيث فسادا في البلاد.
أو تغادر البلاد, فلا تعود ترى ما يزعجك ويعكر مزاجك, كما يقول المثل :لا عين تشوف ولا قلب يحزن...
أما أنا فما زلت هنا....
عيني ترى...وقلبي يحزن على ما يحدث للعراق.
عيني تدمع...وقلبي حزين...
واردد في نفسي : حسبي الله ونعم الوكيل.
**********************************************
سأظل أحلم وأتمنى.....
أن ثمة انتخابات ستحدث وستأتي بوجوه جديدة اكثر حبا واخلاصا للعراق والعراقيين., يوما ما..
وسنكتب دستورا جديدا للدولة العراقية, يرضي الناس , وفيه حقوق للجميع, وفيه إحترام لهويتنا وتاريخنا وديننا.
وسنبني العراق...بنفس جديد ورؤيا جديدة.
البلد بحاجة لإعادة بناء والناس كذلك.
الناس بحاجة لرؤيا جديدة جميلة للحياة.
رؤيا شجاعة صادقة نظيفة من الكذب والنفاق اللذين غرقنا بهما طوال حياتنا..
ما أجمل الحياة بلا كذب...بلا تزويق ونفاق.
ستكون سهلة صافية...والناس سيكونون اكثر صفاء مع بعضهم.
بلا أحقاد..بلا شكوك وسوء ظن.
أتمنى أن يخرج من العراق كل فرد خبيث حاقد يريد لنا السوء..
أتمنى أن يظل العراق لأهله ومن يحبهم هنا, ويريد مساعدتهم حقا لبناء حياتهم من جديد.
أتمنى ان يعم الخير والسلام على العراق والعراقيين....
وأن تظل أرض العراق أرض الخيرات والخصوبة والحضارة, وشعبه شعب الكرم والأخلاق الطيبة.
ليحفظهم الله جميعا....
آمين.........
***********************************************





Wednesday, November 17, 2004

 
Hello Faiza -

I thought you and your family and friends might find this website if not hopeful, a demonstration that many of us do not agree with what's going on here or there. I hope you will add it to your links page.

http://www.sorryeverybody.com/

Hoping for the safety of you, your family and your country...although not sure how much good wishes will do. I am so sorry.

Jody Eisemann
Southport, CT
USA



This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives