Monday, June 18, 2007

 

العراق ولبنان وفلسطين.....

الاثنين 18 حزيران 2007
السلام عليكم..
الايام والاسابيع السابقة شهدت احداث عنف واشتباكات ليس فقط في العراق وتفجيرات ثانية في سامراء ومنع تجول منذ الاربعاء الى السبت ,
وانما كانت قبلها في لبنان اشتباكات في مخيم نهر البارد بين جماعات مسلحة داخل المخيم , وبين الجيش اللبناني الذي وصلته امدادات عسكرية بطائرات امريكية ربما جاءت من قطر او اسرائيل او جهنم الله وحده يعلم...
ثم اشتباكات بين فتح وحماس في فلسطين , وهذه تصاعدت كثيرا عما كانت عليه منذ شهور طويلة لا اتذكر هل هي سنة ام اكثر منذ ان فازت حماس بالانتخابات وسيطر عدد كبير من رجال حماس على الحكومة الفلسطينية الجديدة مما ازعج بوش واسرائيل فعملوا كل جهدهم من اجل اسقاط الحكومة حيث اوقفوا دعمها ماديا وما عاد هنالك رواتب تدفع لموظفي الدولة , ثم بدأت فتح ويمثلها محمود عباس بالضغط على حماس للخروج من الحكومة او الاستقالة , وصارت تظهر مصادمات بين انصار فتح وانصار حماس..
انصار فتح ويمثلهم عباس يؤيدون اميركا وبوش ومشروعه في الشرق الاوسط بوضع قيادات تابعة له تنفذ اوامره , بينما انصار حماس هم ضد المشروع الامريكي في المنطقة , وكانوا يبذلون جهدا لفتح باب حوار من نوع اخر غير حوار السيد المتغطرس مع عبيده , كما يحدث عادة بين بوش والباقين من قادة الدول الاخرى , حيث يجري الحوار عادة بصيغة نعم سيدي , يعني فقط نفذ ولا تناقش...
حاولت حماس فتح باب حوار متبادل للوصول الى صيغة منطقية وسطية لكن دون جدوى,...
تدهورت الاوضاع في فلسطين ووصلت الى طريق مسدود , فصار الصدام المسلح بين الفلسطينيين هو الطقس اليومي , تماما كما يحدث في العراق , سقطت لغة الحوار المنطقي , لإن بوش لا يريد حوار منطقي عقلاني بين البشر, عنده الطلقة والمدفع والصاروخ والدبابة هم سادة الموقف , ودع الناس يذهبون الى الجحيم ,
اطفال وعوائل من مدنيين ابرياء يسقطون ضحايا هذا العنف المسلح الذي يصنعه رجال حمقى أواغبياء أو مجرمون , ربما بعضهم عنده حب للوطن , لكنه فقد عقله وسط هذه الدوامة اللاعاقلة ..
هذا ما يحدث في العراق منذ 4 سنوات , وحدث نفسه في لبنان في مخيم نهر البارد قبل اسابيع, وحدث مثله في فلسطين في غزة ومازال الموقف متأزما ...
هذا حصاد سياسات متطرفة من بوش والادارة الامريكية نحن ندفع ثمنه, شعوبنا المسكينة وعوائلنا المسكينة تدفع ثمن عنف غبي لا مبرر له...
ربما انا مخطئة حين ارى ان هذا العنف لا مبرر له , بينما هذا العنف له ما يبرره بالنسبة لبوش وامثاله , هذا العنف يستحق ان يموت من اجله عشرات ومئات الالاف من الابرياء مادام النتيجة ستكون لصالح الذي يبحث عن الهيمنة عما يسمونه الشرق الاوسط , ومنابع البترول وتأمين وجود اسرائيل مع جيران عبارة عن دجاجات خائفات ...
كل الدول العربية ينبغي ان تتحول شعوبها الى دجاجات مرعوبات مختبئات في الاقفاص,
تتحول هذه الاوطان الى اقفاص...
ويذهب منتوج هذه الاقفاص الى جيوب بوش ومن يواليه ويتبعه ....
ليذهب نفط العراق مثلا الى صناديق الاغنياء حتى يزدادون غنى , من اصحاب شركات البترول وصناعة الاسلحة الامريكية وممن يتبعهم ويطيعهم من لصوص عراقيين هم تجار او صناع قرار في الحكومة والاحزاب....
وليذهب شعب العراق الى الجحيم ...
هذا الشعب الذي يعيش على بحيرات من النفط , لكنه في نفس الوقت يتضور من الجوع , ويتحسر على الماء النظيف والكهرباء والدواء وفرص العمل التي توفر الحياة الكريمة للعوائل.....

كما أرى بعيوني, وكما تخبرني الوقائع على الارض هنا, ان المنطقة تتجه نحو مستقبل مظلم , يتحكم به حفنة من اللصوص والمجرمين , يمتصون دماءنا وينهبون ثرواتنا ولا يبالون لا بصراخنا ولا دموعنا ولا ارواحنا ولا بأي شيء يتعلق بنا...
نحن جميعا لا شيء بالنسبة لهم....
شعب العراق وشعب لبنان وشعب فلسطين ومن يدري من القادم للمحرقة ؟
السودان والصومال ايضا يعيشون نارا تخمد وتشتعل من وقت الى اخر...
وماذا عن السعودية ومصر ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وغيرهم من دول المنطقة
هل سيتركونهم لشأنهم ام سيطرق بابهم هذا العنف وسفك الدماء يوما ما من أجل تحقيق حلم الشرق الاوسط الكبير؟
هل هو مشروع تفتيت الدول الى دويلات؟
ولماذا دائما القوى التي تصطدم ببعضها يكون احد اطرافها يلبس رداء الاسلام ؟
ولماذا يتم تشويه الاسلام وتبشيعه هكذا ليبغضه العالم ويبغضه المسلمون انفسهم؟
حرب على الارهاب ام حرب على الاسلام؟

*****************************
عندما كنا نعيش في العراق قبل الحرب والاحتلال الامريكي , كانت مشكلتنا الرئيسية هي قلة الحريات السياسية والديمقراطية...
الان مئات الاحزاب في العراق ومحطات اذاعة وتلفزيونات ومحطات فضائية وستلايت وموبايل وكومبيوتر وانترنت وصحف يومية كثيرة...
هل انحلت مشاكل العراق وصرنا نعيش بسعادة بعد ان غرقنا في بحار ديمقراطية بوش؟
في الحقيقة دخلت علينا كل هذه التغييرات , لكن في نفس الوقت دخلت علينا قوى شريرة قسمت العراقيين الى سنة وشيعة, وأ دخلت علينا مسميات جديدة تريد ان تفرقنا وتجعلنا غرباء عن بعضنا , وسائل الاعلام الغربية والعربية كلها صارت تقول : قصف مسجد في حي سني, قتل عشرة مدنيين شيعة, منطقة الرمادي فيها متمردين من السنة , سامراء فيها غالبية سنية , الضريح الذي تم تفجيره هو شيعي في منطقة سنية , مدينة الصدر هي منطقة شيعية , ...
كلام فارغ وكاذب وحقير وقذر ....
لكن يتم تسويقه من اربع سنوات كل يوم صباح مساء في كل وسائل الاعلام من صحف ومجلات وتلفزيونات واذاعات ...
والمحطات العربية كلها تردد مثل الببغاوات نفس الخريط السخيف الكاذب المقزز ...
نحن العراقيون نراه كلاما فارغا ويثير الغثيان ولا صحة فيه...
لكن العالم خارج العراق مايدريه ؟
كل الناس تقريبا صدقوا القصة وصدقوا ان ثمة نزاع سني شيعي في العراق , وان البلاد تتجه نحو حرب اهلية ...

طيب نحن نعيش مع المسيحيين في العراق منذ الاف السنين , في عيد المسلمين يأتي جيراننا المسيحيون للتهنئة ويجلبون معهم هدايا وشكولاته ,
وفي عيد المسيحيين وراس السنة او عيد الايستر , نذهب لنسلم عليهم ببيوتهم وناخذ لهم هدايا وشكولاته ...
هكذا تعودنا ان نكون , نحترمهم ويحترمونا , لا علاقة لنا بما في قلوبهم نحن لا نقول اننا شعب الله المختار والباقي سيذهب الى الجحيم , نحن لسنا رب العالمين , الله يحاسب عبيده ...
لكن الان ماذا حدث للمسيحيين في العراق بعدما دخل بوش علينا؟
هو لم يمزق المسلمين فقط ويجعلهم سنة وشيعة , وانما ادخل علينا عصابات متطرفة تدعي انها مسلمة ويذهبون لبيوت المسيحيين المساكين ويقولون لهم نحن من تنظيم دولة العراق الاسلامية : اما تعلنوا اسلامكم , او تعطونا واحدة من بناتكم ببلاش, او نحرق بيوتكم ...
طيب من اين جاء هؤلاء؟
هل هذا هو الاسلام الجديد الذي يريد ان ينشره بوش في العراق ؟
كانت الطوائف الغير مسلمة في العراق تعيش حالة هدوء وانسجام مع المسلمين ,
جيراننا من مسيحيين او صابئة مندائيين , نجاملهم ونحترمهم واولادنا اصدقاء اولادهم ,
لكن الان , تهجم عليهم عصابات ارهابية تهجرهم او تهددهم بحرق بيوتهم ؟
وبوش يقول في احدى خطاباته انه ماكان في العراق قبل الحرب حرية العبادة , الان يتمتع الشعب العراقي بحرية العبادة , اين هي حرية العبادة الان في العراق؟
احترقت مساجد السنة والشيعة من المسلمين , وتفجرت الاضرحة الدينية كذلك , وتدمرت الكنائس ...
وهرب السنة والشيعة والمسيحيون والصابئة من بيوتهم على حد سواء, وما عاد احد يتمتع بحريته الدينية كما كان يفعل من قبل ...
هل هذا هو حصاد الديمقراطية والعولمة ؟
تمزيق وحدة الشعوب وتدمير تراثها وممتلكاتها وتهجريها من بيوتها؟
يا له من حصاد بائس كئيب قبيح....
**************************
وبناء على ما تقدم فالناس لهم ردود افعال لكل ما يحصل ..
البعض يأس وفقد الأمل في عودة فلسطين للفلسطينيين والعراق للعراقيين , ويعيش حالة احباط وسلبية لا توصف , وربما نقلوا يأسهم واحباطهم الى اولادهم واحفادهم وهذه ستكون غلطة كبيرة
يرتكبونها بحق انفسهم وبحق اوطانهم ..
والبعض انبطح للتيار الجارف , خصوصا من الشباب الضائع بلا هدف بلا هوية , والغالب الذين يكون اهلهم سلبيين محبطين, هؤلاء الشباب يلبسون بطريقة غربية وتصفيفة شعرهم مضحكة حيث يضعون الجل على شعرهم فيصبح مثل الاشواك , ويبدون كانهم تعرضوا للتو الى صعقة كهربائية
وعندما تسأل احدهم ماذا حصل لشعركم ؟
هل انتم قادمون من المريخ؟
يحمر وجهه خجلا ولا يجد جوابا ..
والبنات يلبسن بنطلونات جينز ضيقة جدا مع تي شيرت قصير وتظهر بطونهن احيانا وهذه موضة لا تجعلهن يشعرن بالحرج , واحيانا كثيرة تجد محجبات لكن يلبسن بنطلون ضيق وتي شيرت ضيق ولا ادري من اخترع هذا الحجاب العجيب , فالمفروض في الاسلام ان ترتدي المرأة شيئا واسعا حتى لا تظهر مفاتن جسمها للرجال في الشارع ..
والمحطات العربية بعضها صارت وكيلة للاغاني الغربية ودعايات المطاعم الغربية والمنتجات الغربية والمسلسلات الغربية بحيث سيطرت على عقول الناس خصوصا الصغار والشباب..
وايضا توجد محطات اخبارية عربية مملة كلها اخبار وتحاليل اخبارية تسم البدن وتعكر المزاج وتدفع الناس للاحباط واغلاق التلفزيون , وتفضيل الثرثرة حول الطعام والمطبخ والملابس والنوادي الرياضية , بدلا من الحديث عن الاحداث اليومية الساخنة التي تعكر المزاج ...
ويقفز في رأسي دائما السؤال :
ما هي السياسة؟
هل هي شي للنخبة؟
ام هي حياتنا اليومية ؟
مستقبلنا ومستقبل اولادنا ؟
هل ننسحب من تقرير مصير مستقبلنا ومستقبل اجيالنا ونلوذ بالأحاديث التافهة حتى نرفه عن انفسنا وننسى احباطات الحياة اليومية؟
ام نقوي قلوبنا و نشمر عن سواعدنا اشارة الى اننا مستعدون للمواجهة , لن نترك حفنة من اللصوص والاغنياء والمجرمين قساة القلوب اصحاب الشركات الكبيرة ليسيطروا على هذا العالم ويدمروه ويمزقوه من اجل ان يظل ضعيفا تحت سيطرتهم , والفقير يزداد حسرة وفقرا, والغني يزداد سمنة وجشعا ..
السلبية التي نقابلهم بها , هي تشجيع لهم , واعطاء الشرعية والقبول لما يفعلوه من اعمال قبيحة مدمرة لهذا الكون الجميل, الذي خلقه رب العالمين ليكون مصدر سعادة البشر لا مصدر تعاستهم , الذي خلقه ليكون فيه عدالة وسلام وجمال وهدوء وسكينة , وليس ساحة للصراعات والقتل والخراب والدمار....
كلنا ينبغي ان نعمل من اجل تحقيق العدالة والسلام والطمانينة على كوكب الارض...
ونوقف هؤلاء الحمقى عند حدود لا يتجاوزوها ...
ان لم نتحرك , فالخراب سيمضي من مكان الى اخر, والعنف سيمضي من مكان الى اخر,
وسيحصد ارواح الاف اخرى من الابرياء...
مع تحياتي واحترامي للناس المستيقظين والذين يعملون بجد ونشاط من اجل التغيير الايجابي على الارض...
واسفي على الناس النائمين الغافلين , عسى ان تنفتح عيونهم يوما ما....
امين....



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives