Wednesday, October 25, 2006
الاربعاء 25 تشرين الاول 2006
السلام عليكم...
كل عام وانتم بخير
جاء العيد وحال العراق لم يتغير ...
فبأي حال عدت يا عيد؟
هل ننتظر اكثر؟
الشعب العراقي ينتظر, منذ اكثر من ثلاث سنين , عسى ان يتحسن الوضع, لكن لا مؤشرات ايجابية على الارض لحد الان...
صرنا نكره كلمة الانتظار, لانها ما عادت توحي بالتفاؤل...
مازال الوضع كما هو ,مفردات الحياة اليومية هي : خطف و قتل وتفجيرات ومليشيات تعيث فسادا ولا احد يسيطر عليها, وتقرير يومي عن عدد جديد من جثث ملقية في شوارع بغداد لضحايا مدنيين مجهولي الهوية , تم تعذيبهم وقتلهم ,و لا احد يعرف السبب ...
واستمرار عمليات التهجير الطائفي داخل العراق من مدينة الى مدينة اخرى , واستمرار تدفق جزء اخر من العراقيين خارج الحدود للهروب من الجحيم اليومي....
والرئيس الامريكي في مأزق واضح, عليه ضغوطات من خصومه السياسيين, ومن الرأي العام الامريكي, والحال نفسه مع رئيس وزراء بريطانيا , توني بلير....
رغم ان كل منهما يلهث للتمسك بالجملة السخيفة المضحكة : لن نغادر حتى ننجز المهمة؟
ما هي المهمة؟
تدمير العراق وتمزيقه اكثر؟
ماذا فعلتم لحد الان؟
ما الذي جنيناه منكم غير الخراب والكذب والغباء؟
وكذلك الحال مع الحكومة العراقية الحالية, بدأت تهتز ثقة العراقيين بها, رغم اننا شاركنا في الانتخابات من اجل مساندة قيادات عراقية تعمل لخير العراق وشعب العراق, لكننا ما عدنا نثق بأدائها , الملف الرئيسي هو الملف الامني, ما زال متعثرا, والقتل وسفك الدماء والخطف والتفجيرات والفوضى مازالت الطقوس اليومية في عراق ما بعد الاحتلال
ونقول فيما بيننا :إما ان هذه الحكومة مسلوبة الارادة والاحتلال يتحكم بها, او انها سلبية متواطئة لا يهمها سوى مكاسب شخصية , وليذهب العراق واهله للجحيم..
في كلا الحالتين, الحكومة محتاجة لاصلاح او تغيير .....
************************
طيب السؤال الحزين يعيد نفسه دائما : اين مفتاح حل العراق , الان؟
كما يبدو أن المفتاح ليس بيد بوش ولا بلير ولا حتى الحكومة العراقية الحالية
مفتاح العراق بيد مليشيات طائفية تقتل عشوائيا, وتحرق البيوت والممتلكات, وتهجر المدنيين, وتحيل ايام العراقيين الى جحيم لا يطاق..
طيب ما هو الحل؟
مغادرة البلاد؟
كم مليون عراقي غادر؟
كم مائة الف عائلة غادرت؟
وهل الحل ان يتم افراغ البلاد من السكان؟
ولمن نتركها؟
للصوص والقتلة والمجرمين والارهابيين ؟
هل هذا هو العراق الذي كنا نحلم به بعد سقوط نظام صدام كما يقولون؟
هل هذا هو النموذج المشرق للحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط الذي بشر به الرئيس بوش؟
لقد هجرنا بيوتنا ومحلات عملنا واهلنا وجيراننا واصدقائنا , البعض ترك العراق الى دول جوار او دول بعيدة, وهو ينتظر, كل يوم ينتظر, لكن لا جديد....
والبعض تهجر من بيته بسبب التهديد المباشر, وخرج ليسكن في مدينة عراقية اخرى, لكن شبح المليشيات والعنف يلاحقة ويسود حياته...
والامل ....اين الامل؟
بدا الناس يفقدون الأمل .....
**************************************
السؤال يتكرر دائما : من جاء بهذه المليشيات؟
من يدعمها؟
من يمولها؟
صارت هي بطل الفيلم الان في العراق, كل الوجوه الاخرى صارت ثانوية..
الاحتلال وقوات الحكومة العراقية , صارت نموذج العاجز المهزوم الذي يكيل التهم مرة لدول الجوار, ومرة لبقايا نظام صدام او الارهابيين, وهذه صارت كلمة مبهمة لا معنى لها, شماعة تعلق عليها كل اسباب الفشل في العراق........
لكن العراقي يتساءل بدوره : انا لا يهمني المبررات والقصص الواقعية او الخيالية , انا اريد ان اعيش كما يعيش الناس في دول العالم الاخرى بسلام وأمان , لماذا أهجر من بيتي؟
لماذا ينخطف ابني؟
لماذا انا بلا عمل؟
لماذا يقتل اقاربي على حواجز وهمية من قبل مليشيات ومجرمين لا احد يعرف من اين جاؤوا او من يمولهم؟
لماذا انا محروم من ابسط الاحتياجات , ماء نظيف وكهرباء ووقود وادوية ؟
لماذا اعيش في جحيم بلا امان بلا سلام بلا طمأنينة؟
ولماذا يكذب بوش والعالم يصدقه , ولا احد يصدق شكوى العراقي او ينصت لها؟
**********************
في البداية بعد سقوط بغداد ودخول الاحتلال, هاجت موجة الاجرام وخطف الناس وسياراتهم وقتلهم دون رحمة, وشاعت قصة ان هؤلاء مجرمون اطلق صدام حسين سراحهم قبل الحرب , واتفق معهم ان يشيعوا الفوضى في البلاد
كلنا صدقنا القصة, وقلنا سيقضى عليهم وينهزمون...
لكن بمرور الوقت, زادت ظاهرة العصابات المسلحة المنظمة , والمليشيات التي تنتمي لاحزاب تشارك في الحكومة , هذه هي الكارثة الكبرى, هذه المليشيات ليست صدامية , لكنها مزقت العراق وقتلت من اهله اكثر مما فعل صدام حسين..
اذن, ليس دفاعا عن صدام حسين, لكن من قراءة الواقع, دعونا نخرجه من المعادلة الحالية حتى نكون صادقين وواقعيين, اذا اردنا ان نحل مشاكل العراق الحالية, بلا أوهام وكذب ..
الموضوع الرئيسي الذي لم تحله الحكومة الحالية وتعاملت معه ببرود واهمال ومراوغة هو موضوع المليشيات التي تنتمي لاحزاب في الحكومة
كل حزب غضب من قصة الغاء المليشيات في البداية , ومع مرور الوقت, هاهو العراق يصرخ مستغيثا من هذه الكارثة ..
وهنالك تصريحات من رجال في الحكومة وايضا غونداليزا رايس , ان المليشيات ظاهرة غير حضارية, وان لا احد يحق له حمل السلاح سوى القوات الحكومية
ها ؟
هل تجرون تجارب على الشعب العراقي كأنه حفنة فيران؟
لماذا لا تحسموا الموقف من البداية؟
وتحت نظرية حقيرة مفادها : انهم كانوا يموتون تحت حكم صدام , فماذا تغير؟
خليهم يموتون , متعودين !
وهذا ما يحصل منذ الاحتلال حتى الان
ارقام الجرحى والقتلى العراقيين يتم تغطيتها, وفبركة اي ارقام وهمية تافهة لتعلن رسميا في العراق او خارج العراق...
وكذلك ارقام المهجرين داخل العراق وخارجه , تتم فبركتها والتغطية عليها ...
لماذا ؟
عندما اقارن كيف تصرفت وسائل الاعلام مع حرب لبنان مع اسرائيل, قبل شهور..
فقد تم تسليط الضوء على المهجرين في كل وسائل الاعلام العربية والعالمية : مليون او اكثر تهجروا من مدنهم وقراهم....
وتعلن ارقام الاف الجرحى والقتلى,
وسيارات المساعدات الغذائية او الطبية تتراكض لتدخل الحدود اللبنانية..
يا سلام !
العالم فجاة صار حنون ومتفهم ومشفق على الشعب اللبناني؟
الجيران العرب الصامتون منذ احتلال العراق, لم يرسلوا مساعدات, لم ينشروا ارقام قتلى وجرحى ومهجرين عراقيين, الان هم انفسهم يلعبون لعبة اخرى مع اللبنانيين
لماذا؟
هل اللبنانيون بشر يستحقون الحياة , والعراقيون كلاب تستحق الموت ؟
ام انها لعبة السياسة والمصالح والتعليمات من ماما اميركا وبابا بوش؟
والله مهزلة..
لكنها مخجلة..
وتجلب العار لكل من شارك فيها , أومازال مشاركا ولاعبا....
****************************
انا كعراقية لا يهمني شيء سوى ان تنطفي نار الفتن في بلادي
وان نعود لنعيش اخوة كما كنا في الماضي
رغم ظلم صدام لنا , لكننا كنا مشتركين في العيش وتحمل مشقات الحياة, لا نقاتل بعضنا ولا نبغض بعضنا كما حصل الان بعد الاحتلال...
فرق موت ومليشيات تدخل الاحياء الامنه التي يعيشها عراقيون من مختلف الملل والطوائف , فتفرق الناس عن بعضها , وتهجر جزءا منهم, وتقتل جزءا اخر
من طلب منهم ذلك؟
من ارسلهم ليمزقوا وحدتنا ؟
نحن نعيش منسجمين , لم نسأل بعضنا هل انت سني ام شيعي؟ كردي ام عربي؟
حين سكنا في هذه الاحياء منذ عشرات السنين...
العراق للجميع , هذا ما كنا نؤمن به..
لكن الان بعد السموم التي بثها الاحتلال , ما عاد العراق للجميع..
صار البعض يظن انه احق بالحكم من غيره, وانه احق بالثروات من غيره..
هذه السموم زرعتها سياسة فرق تسد...
سياسة الحقد والانتقام التي جاء بها بريمر ووضعها في مسودة قانون الدولة العراقية , وادخل مصطلحات مثل الطائفية والعرقية والفدرالية
ومنذ ذلك اليوم, حتى الان, اشتعلت نار الفتن في العراق, وهي تتطور من حال الى حال ..
لم تنفع هذه السياسة العراقيين, بل مزقتهم وارهقتهم وضيعت معالم الطريق والمستقبل
لكنها اعطت مبررات للمحتل حتى يظل في العراق الى اجل غير مسمى
طالما هنالك عنف وقتال وطائفية وعرقية, طالما بقي المحتل في العراق , ووجدها مبررا لبقائه
لعنة الله عليهم وغضبه وعلى الذين جاؤوا بهم و تعاونوا معهم , الى يوم الدين
امين
******************
رغم ظلام المشهد في العراق
لكن الامل لا يغادر قلبي ابدا
مازلت مقتنعة ان العراق سيعود الى اهله الطيبين
وسينهزم الغزاة والذين جلبوهم مجللين بالعار
وسنبني العراق بأيدينا , ليعيش به اولادنا وبناتنا
بعمل وجهد وتضحيات الرجال والنساء العراقيين , يصنع المستقبل المشرق لاجيال العراق
وليس بسياسة بوش الغبية, وسفك دماء الابرياء, وزرع البغضاء والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد, وزرع سياسة جاء وقت الانتقام !
ماذا جنينا من فكرة الانتقام من الماضي سوى الخراب والدمار؟
العراق لاهله , وليخرج منه كل الغرباء..
الا الغريب الذي يحب الخير ويريد مساعدة العراقيين, فهو واحد منا...
لكن الخبيث الذي يفرقنا, لا نريده بيننا...
***************************
مطلوب جدولة انسحاب قوات الاحتلال, هذه الخطوة رقم واحد لجمع صفوف العراقيين , وتوحيد هدفهم من اجل بناء البلاد
يكفينا خراب ودمار...
نحن بحاجة لان نضع ايدينا مع بعضها, ونعمل سوية من اجل خير وطننا ومستقبلنا
العراق لنا, به نحيا , وبه نعيش, وبه نموت, وبه عزتنا وكرامتنا واستقلالنا ...
ان اتفقنا على هذه الاسس , فلن نسمح لاحد ان يفرقنا ...
اللهم بردا وسلاما على العراق والعراقيين..
اللهم اجعل نهاية تضحياتنا وصبرنا هو خروج الاحتلال والخبثاء الذين جاؤوا معه, ودمروا البلاد وقتلوا الابرياء وسرقوا الثروات..
واجعل القيادة بيد رجال ونساء شرفاء وطنيين حكماء يحبون العراق واهله , ويعملون كل ما يقدرون عليه لتحقيق الامن والسلام والاستقلال للعراق..
امين
عندي قناعة ان كل الامنيات ستتحقق بعون الله
وهي مسألة وقت ,سنة او اثنتين او عشرة..
الطريق طويل وشاق , لكن العمل المستمر, والصبر, والدعاء , هي ادواتنا ..
وما خاب من صدق النية, واحسن العمل , وتوكل على الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
السلام عليكم...
كل عام وانتم بخير
جاء العيد وحال العراق لم يتغير ...
فبأي حال عدت يا عيد؟
هل ننتظر اكثر؟
الشعب العراقي ينتظر, منذ اكثر من ثلاث سنين , عسى ان يتحسن الوضع, لكن لا مؤشرات ايجابية على الارض لحد الان...
صرنا نكره كلمة الانتظار, لانها ما عادت توحي بالتفاؤل...
مازال الوضع كما هو ,مفردات الحياة اليومية هي : خطف و قتل وتفجيرات ومليشيات تعيث فسادا ولا احد يسيطر عليها, وتقرير يومي عن عدد جديد من جثث ملقية في شوارع بغداد لضحايا مدنيين مجهولي الهوية , تم تعذيبهم وقتلهم ,و لا احد يعرف السبب ...
واستمرار عمليات التهجير الطائفي داخل العراق من مدينة الى مدينة اخرى , واستمرار تدفق جزء اخر من العراقيين خارج الحدود للهروب من الجحيم اليومي....
والرئيس الامريكي في مأزق واضح, عليه ضغوطات من خصومه السياسيين, ومن الرأي العام الامريكي, والحال نفسه مع رئيس وزراء بريطانيا , توني بلير....
رغم ان كل منهما يلهث للتمسك بالجملة السخيفة المضحكة : لن نغادر حتى ننجز المهمة؟
ما هي المهمة؟
تدمير العراق وتمزيقه اكثر؟
ماذا فعلتم لحد الان؟
ما الذي جنيناه منكم غير الخراب والكذب والغباء؟
وكذلك الحال مع الحكومة العراقية الحالية, بدأت تهتز ثقة العراقيين بها, رغم اننا شاركنا في الانتخابات من اجل مساندة قيادات عراقية تعمل لخير العراق وشعب العراق, لكننا ما عدنا نثق بأدائها , الملف الرئيسي هو الملف الامني, ما زال متعثرا, والقتل وسفك الدماء والخطف والتفجيرات والفوضى مازالت الطقوس اليومية في عراق ما بعد الاحتلال
ونقول فيما بيننا :إما ان هذه الحكومة مسلوبة الارادة والاحتلال يتحكم بها, او انها سلبية متواطئة لا يهمها سوى مكاسب شخصية , وليذهب العراق واهله للجحيم..
في كلا الحالتين, الحكومة محتاجة لاصلاح او تغيير .....
************************
طيب السؤال الحزين يعيد نفسه دائما : اين مفتاح حل العراق , الان؟
كما يبدو أن المفتاح ليس بيد بوش ولا بلير ولا حتى الحكومة العراقية الحالية
مفتاح العراق بيد مليشيات طائفية تقتل عشوائيا, وتحرق البيوت والممتلكات, وتهجر المدنيين, وتحيل ايام العراقيين الى جحيم لا يطاق..
طيب ما هو الحل؟
مغادرة البلاد؟
كم مليون عراقي غادر؟
كم مائة الف عائلة غادرت؟
وهل الحل ان يتم افراغ البلاد من السكان؟
ولمن نتركها؟
للصوص والقتلة والمجرمين والارهابيين ؟
هل هذا هو العراق الذي كنا نحلم به بعد سقوط نظام صدام كما يقولون؟
هل هذا هو النموذج المشرق للحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط الذي بشر به الرئيس بوش؟
لقد هجرنا بيوتنا ومحلات عملنا واهلنا وجيراننا واصدقائنا , البعض ترك العراق الى دول جوار او دول بعيدة, وهو ينتظر, كل يوم ينتظر, لكن لا جديد....
والبعض تهجر من بيته بسبب التهديد المباشر, وخرج ليسكن في مدينة عراقية اخرى, لكن شبح المليشيات والعنف يلاحقة ويسود حياته...
والامل ....اين الامل؟
بدا الناس يفقدون الأمل .....
**************************************
السؤال يتكرر دائما : من جاء بهذه المليشيات؟
من يدعمها؟
من يمولها؟
صارت هي بطل الفيلم الان في العراق, كل الوجوه الاخرى صارت ثانوية..
الاحتلال وقوات الحكومة العراقية , صارت نموذج العاجز المهزوم الذي يكيل التهم مرة لدول الجوار, ومرة لبقايا نظام صدام او الارهابيين, وهذه صارت كلمة مبهمة لا معنى لها, شماعة تعلق عليها كل اسباب الفشل في العراق........
لكن العراقي يتساءل بدوره : انا لا يهمني المبررات والقصص الواقعية او الخيالية , انا اريد ان اعيش كما يعيش الناس في دول العالم الاخرى بسلام وأمان , لماذا أهجر من بيتي؟
لماذا ينخطف ابني؟
لماذا انا بلا عمل؟
لماذا يقتل اقاربي على حواجز وهمية من قبل مليشيات ومجرمين لا احد يعرف من اين جاؤوا او من يمولهم؟
لماذا انا محروم من ابسط الاحتياجات , ماء نظيف وكهرباء ووقود وادوية ؟
لماذا اعيش في جحيم بلا امان بلا سلام بلا طمأنينة؟
ولماذا يكذب بوش والعالم يصدقه , ولا احد يصدق شكوى العراقي او ينصت لها؟
**********************
في البداية بعد سقوط بغداد ودخول الاحتلال, هاجت موجة الاجرام وخطف الناس وسياراتهم وقتلهم دون رحمة, وشاعت قصة ان هؤلاء مجرمون اطلق صدام حسين سراحهم قبل الحرب , واتفق معهم ان يشيعوا الفوضى في البلاد
كلنا صدقنا القصة, وقلنا سيقضى عليهم وينهزمون...
لكن بمرور الوقت, زادت ظاهرة العصابات المسلحة المنظمة , والمليشيات التي تنتمي لاحزاب تشارك في الحكومة , هذه هي الكارثة الكبرى, هذه المليشيات ليست صدامية , لكنها مزقت العراق وقتلت من اهله اكثر مما فعل صدام حسين..
اذن, ليس دفاعا عن صدام حسين, لكن من قراءة الواقع, دعونا نخرجه من المعادلة الحالية حتى نكون صادقين وواقعيين, اذا اردنا ان نحل مشاكل العراق الحالية, بلا أوهام وكذب ..
الموضوع الرئيسي الذي لم تحله الحكومة الحالية وتعاملت معه ببرود واهمال ومراوغة هو موضوع المليشيات التي تنتمي لاحزاب في الحكومة
كل حزب غضب من قصة الغاء المليشيات في البداية , ومع مرور الوقت, هاهو العراق يصرخ مستغيثا من هذه الكارثة ..
وهنالك تصريحات من رجال في الحكومة وايضا غونداليزا رايس , ان المليشيات ظاهرة غير حضارية, وان لا احد يحق له حمل السلاح سوى القوات الحكومية
ها ؟
هل تجرون تجارب على الشعب العراقي كأنه حفنة فيران؟
لماذا لا تحسموا الموقف من البداية؟
وتحت نظرية حقيرة مفادها : انهم كانوا يموتون تحت حكم صدام , فماذا تغير؟
خليهم يموتون , متعودين !
وهذا ما يحصل منذ الاحتلال حتى الان
ارقام الجرحى والقتلى العراقيين يتم تغطيتها, وفبركة اي ارقام وهمية تافهة لتعلن رسميا في العراق او خارج العراق...
وكذلك ارقام المهجرين داخل العراق وخارجه , تتم فبركتها والتغطية عليها ...
لماذا ؟
عندما اقارن كيف تصرفت وسائل الاعلام مع حرب لبنان مع اسرائيل, قبل شهور..
فقد تم تسليط الضوء على المهجرين في كل وسائل الاعلام العربية والعالمية : مليون او اكثر تهجروا من مدنهم وقراهم....
وتعلن ارقام الاف الجرحى والقتلى,
وسيارات المساعدات الغذائية او الطبية تتراكض لتدخل الحدود اللبنانية..
يا سلام !
العالم فجاة صار حنون ومتفهم ومشفق على الشعب اللبناني؟
الجيران العرب الصامتون منذ احتلال العراق, لم يرسلوا مساعدات, لم ينشروا ارقام قتلى وجرحى ومهجرين عراقيين, الان هم انفسهم يلعبون لعبة اخرى مع اللبنانيين
لماذا؟
هل اللبنانيون بشر يستحقون الحياة , والعراقيون كلاب تستحق الموت ؟
ام انها لعبة السياسة والمصالح والتعليمات من ماما اميركا وبابا بوش؟
والله مهزلة..
لكنها مخجلة..
وتجلب العار لكل من شارك فيها , أومازال مشاركا ولاعبا....
****************************
انا كعراقية لا يهمني شيء سوى ان تنطفي نار الفتن في بلادي
وان نعود لنعيش اخوة كما كنا في الماضي
رغم ظلم صدام لنا , لكننا كنا مشتركين في العيش وتحمل مشقات الحياة, لا نقاتل بعضنا ولا نبغض بعضنا كما حصل الان بعد الاحتلال...
فرق موت ومليشيات تدخل الاحياء الامنه التي يعيشها عراقيون من مختلف الملل والطوائف , فتفرق الناس عن بعضها , وتهجر جزءا منهم, وتقتل جزءا اخر
من طلب منهم ذلك؟
من ارسلهم ليمزقوا وحدتنا ؟
نحن نعيش منسجمين , لم نسأل بعضنا هل انت سني ام شيعي؟ كردي ام عربي؟
حين سكنا في هذه الاحياء منذ عشرات السنين...
العراق للجميع , هذا ما كنا نؤمن به..
لكن الان بعد السموم التي بثها الاحتلال , ما عاد العراق للجميع..
صار البعض يظن انه احق بالحكم من غيره, وانه احق بالثروات من غيره..
هذه السموم زرعتها سياسة فرق تسد...
سياسة الحقد والانتقام التي جاء بها بريمر ووضعها في مسودة قانون الدولة العراقية , وادخل مصطلحات مثل الطائفية والعرقية والفدرالية
ومنذ ذلك اليوم, حتى الان, اشتعلت نار الفتن في العراق, وهي تتطور من حال الى حال ..
لم تنفع هذه السياسة العراقيين, بل مزقتهم وارهقتهم وضيعت معالم الطريق والمستقبل
لكنها اعطت مبررات للمحتل حتى يظل في العراق الى اجل غير مسمى
طالما هنالك عنف وقتال وطائفية وعرقية, طالما بقي المحتل في العراق , ووجدها مبررا لبقائه
لعنة الله عليهم وغضبه وعلى الذين جاؤوا بهم و تعاونوا معهم , الى يوم الدين
امين
******************
رغم ظلام المشهد في العراق
لكن الامل لا يغادر قلبي ابدا
مازلت مقتنعة ان العراق سيعود الى اهله الطيبين
وسينهزم الغزاة والذين جلبوهم مجللين بالعار
وسنبني العراق بأيدينا , ليعيش به اولادنا وبناتنا
بعمل وجهد وتضحيات الرجال والنساء العراقيين , يصنع المستقبل المشرق لاجيال العراق
وليس بسياسة بوش الغبية, وسفك دماء الابرياء, وزرع البغضاء والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد, وزرع سياسة جاء وقت الانتقام !
ماذا جنينا من فكرة الانتقام من الماضي سوى الخراب والدمار؟
العراق لاهله , وليخرج منه كل الغرباء..
الا الغريب الذي يحب الخير ويريد مساعدة العراقيين, فهو واحد منا...
لكن الخبيث الذي يفرقنا, لا نريده بيننا...
***************************
مطلوب جدولة انسحاب قوات الاحتلال, هذه الخطوة رقم واحد لجمع صفوف العراقيين , وتوحيد هدفهم من اجل بناء البلاد
يكفينا خراب ودمار...
نحن بحاجة لان نضع ايدينا مع بعضها, ونعمل سوية من اجل خير وطننا ومستقبلنا
العراق لنا, به نحيا , وبه نعيش, وبه نموت, وبه عزتنا وكرامتنا واستقلالنا ...
ان اتفقنا على هذه الاسس , فلن نسمح لاحد ان يفرقنا ...
اللهم بردا وسلاما على العراق والعراقيين..
اللهم اجعل نهاية تضحياتنا وصبرنا هو خروج الاحتلال والخبثاء الذين جاؤوا معه, ودمروا البلاد وقتلوا الابرياء وسرقوا الثروات..
واجعل القيادة بيد رجال ونساء شرفاء وطنيين حكماء يحبون العراق واهله , ويعملون كل ما يقدرون عليه لتحقيق الامن والسلام والاستقلال للعراق..
امين
عندي قناعة ان كل الامنيات ستتحقق بعون الله
وهي مسألة وقت ,سنة او اثنتين او عشرة..
الطريق طويل وشاق , لكن العمل المستمر, والصبر, والدعاء , هي ادواتنا ..
وما خاب من صدق النية, واحسن العمل , وتوكل على الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....